لماذا وإلى أين ؟

باحثان يرصدان نتائج مباحثات تبون والمنفي ويكشفان مصير التنسيق الثلاثي

استقبل الرئيس الجزائري؛ عبد المجيد تبون، رئيس المجلس الرئاسي الليبي؛ محمد المنفي، الذي حل بالجزائر في زيارة رسمية غير محددة المدة، في إطار المشاورات السياسية بين البلدين.

وتحدث الطرفان في مؤتمر صحفي عن مجموعة من القضايا التي تناولتها المباحثات الثنائية، ومنها القضية الليبية والإستعداد لعقد قمة جزائرية ليبية تونسية في الاراضي الليبية، في إطار اللقاء التشاوري الدوري لتأسيس اتحاد مغاربي ثلاثي.

نبيل الأندلوسي ــ رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية

روتيني اليومي

تفاعلا ما خلاصات لقاء تبون والمنفي، يرى رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية؛ نبيل الأندلوسي، أن المباحثات مابين الرئيس الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي الليبي ركزت كما على العلاقات الثنائية بين البلدين، وعن الوضع الليبي بشكل أساسي وأهمية دعم العملية السياسية وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

ووفق الأندلوسي في تصريح لـ”آشكاين”، فإن ⁠الإعلان عن لقاء وشيك في ليبيا في إطار تشاور ثلاثي يضم كلا من الجزائر وليبيا وتونس، هو استمرار لفكرة تأسيس اتحاد مغاربي ثلاثي لهذه الدول بعد فشل الجزائر في إقناع موريتانيا بالانضمام الى هذا الإطار والذي لم يستدعى المغرب إليه، مشيرا إلى أن الجزائر تسعى لتأسيس بديل للإتحاد المغاربي وفق توجه يهدف إلى عزل المغرب عن محيطه الاقليمي، وهو ما فشلت فيه الجزائر، رغم محاولاتها في هذا الاتجاه.

وشدد المتحدث على أن ⁠إشارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا يمكن تحميلها أكثر مما تحتمل، مبرزا أن “السعي الجزائري لتوتير علاقات المغرب بالدول الشقيقة والصديقة فقد أصبح “روتينا يوميا” للدبلوماسية الجزائرية على مختلف المستويات”.

وخلص الأندلوسي بالتأكيد أن ⁠الحاجة اليوم، في ظل تشكل مراكز قوى وأقطاب جديدة بالعالم، أصبحت أكثر إلحاحية إلى انتصار منطق الحكمة على مقاربات تأجيج الصراع، معتبرا أن مصالح المغرب والجزائر في تحقيق مصالحة استراتيجية وبناء اتحاد مغاربي قوي ومتكامل، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، مادام أن قدر المغرب والجزائر هو التعايش والتعاون.

إطلاق النار في الهواء

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

من جهة أخرى، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية ومدير مركز منظورات للدراسات الجيوءسياسية والاستراتيجية، عصام العروسي، أن المباحثات بين الرئيس الجزائري؛ عبد المجيد تبون، رئيس المجلس الرئاسي الليبي؛ محمد المنفي، يمكن اعتبارها “مباحثات برتكولية”، يحاول من خلال الطرفات تنشيط الدبلوماسية الخارجية؛ خاصة من طرف الجزائر التي تحاول الخروج من عزلتها الدبلوماسية والتأثير في المحيط الإقليمي”.

ويرى العروسي أن الجزائر تحاول التأثير على مسلسل المفاوضات والتسوية السياسية في ليبيا؛ خاصة أن مرجعية مفاوضات الصخيرات التي جرت في المغرب تعتبر هي أساس المفاوضات مع بعض التغيرات في مفاوضات بوزنيقة، وهو المسار الذي يسير في المغرب مع الأمم المتحدة لتحقيق السلم بين الأطراف الليبية، في الوقت الذي تركز الجزائر على دائرة الإنتخابات وهو موقف فارغ المحتوى.

وعن إمكانية عقد لقاء جديد لتكتل الإتحاد المغاربي الثلاثي، رد مدير مركز منظورات للدراسات الجيوءسياسية والاستراتيجية، أن “محاولة الجزائر الإنفراد ببعض الدول وتثبيت التنسيق الثلاثي هو مسار فاشل”، مشددا على أن هذا “اللقاء هو عابر ومجرد إطلاق النار في الهواء ولا أهمية له على مستوى الوضع الليبي أو في العلاقات الإقليمية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2024 13:07

فاقد الشيئ لا يعطيه، والجزائر تبني سياستها الخارجية على انقاض نظام متهالك ومعزول داخليا بسبب انتخابات مخدومة بشكل غير مسبوق وبشهادة اهل مكة انفسهم، ومعزول خارجيا بسبب العداء المتصاعد مع كل دول الجوار، فأين المفر إن لم يكن في برباغاندة فارغة ومفرقعات في الهواء.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x