لماذا وإلى أين ؟

ما هو الدور الذي لعبه اتحاد الفلاحين بأوروبا في قرار محكمة العدل الأوروبية ضد المنتجات المغربية؟

أثار القرار الأخير لمحكمة العدل الأوروبية، الصادر في 4 أكتوبر، تساؤلات حول الدور الذي لعبه اتحاد الفلاحين بأوروبا في التأثير على مسار هذا الحكم. إذ اعتبرت المحكمة أن المنتجات الزراعية القادمة من الصحراء المغربية يجب أن تُصنف تحت اسم “الصحراء الغربية” وليس “المغرب”، وهو ما أدى إلى إلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في ما يخص المنتجات الزراعية ومصايد الأسماك. القرار الذي رفضه المغرب واعتبره غير ملزم، جاء بعد حملة طويلة قادها اتحاد الفلاحين بأوروبا، الذي لطالما انتقد المنافسة القوية للمنتجات الزراعية المغربية في الأسواق الأوروبية.

الاتحاد الفلاحي، المعروف بعدائه للمغرب بسبب تفوق الصادرات الزراعية المغربية نحو أوروبا، نجح حسب بيان نشره في موقعه الرسمي في استخدام النزاع حول إقليم الصحراء المغربية كأداة للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل الحد من الواردات الزراعية المغربية. فمنذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة في 2012، شكلت المنتجات المغربية، مثل الطماطم التي يتم استيراد 300 ألف طن منها سنويًا، منافسًا قويًا للمنتجات الأوروبية، مما أثار استياء الفلاحين المحليين الذين يعانون من تدني أسعار المنتجات الزراعية بسبب تلك المنافسة.

وقال البيان ذاته، إنه بفضل حملات الضغط المكثفة، نجح اتحاد الفلاحين في نقل القضية إلى محكمة العدل الأوروبية، التي تبنت تفسيرًا قانونيًا يدعم مطالب الاتحاد بتحديد منشأ المنتجات الواردة من الصحراء. هذا القرار يفتح الباب أمام إعادة التفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، مما قد يؤثر على صادرات المغرب الزراعية التي تعد مصدرًا رئيسيًا للدخل الوطني.

ورغم أن القرار يُبرر بحجة “احترام القانون الدولي”، إلا أن تأثيراته تظهر بوضوح دعمًا لمصالح الفلاحين الأوروبيين على حساب المنتجين المغاربة. هذا الحكم يعتبر انتصارًا كبيرًا لاتحاد الفلاحين بأوروبا في سعيه للحد من تدفق الصادرات الزراعية المغربية، التي تعد المنافس الأول للمنتجات المحلية، ما قد يثير توترات جديدة في العلاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

وتجدر الإشارة، إلى أنه وفي خطوة تمثل رسالة دبلوماسية “قاسية” إلى الاتحاد الأوروبي، عزز المغرب علاقاته مع روسيا بعد قرار محكمة العدل الأوروبية بإلغاء الاتفاقيات الزراعية ومصايد الأسماك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لتغطيتها أراضي الصحراء المغربية. حيث قام بتمديد اتفاقية الصيد البحري مع روسيا، والتي تشمل مياه الصحراء المغربية، وشرع في مفاوضات لتجديدها لأربع سنوات إضافية اعتبارًا من عام 2025. هذه الخطوة تأتي في وقت يتعرض فيه الاقتصاد الإسباني لضغوط بسبب تأثير القرار الأوروبي على أنشطة الصيد البحري على السواحل المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
El massaoudi Hassan
المعلق(ة)
27 مارس 2025 20:36

Bonsoir j’ai 51ans nationalité marocain chercher Un travaille berger mouton les vaches

Hmd
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2024 19:23

La fédération de Russie remplace l.union de l.europe en ce qui concerne la libre échange commercial Ilya aussi d.autre partenaire ……parmi eux le Japon et la Turquie l.union de l’Europe préfère d.entamer le commerce avec le polisario d.alger pour importer les grain de sable de Tindouf et la misère dalgeropolizario certes lllll…….e.leurope est appelé à faire reconstituer une nouvelle politique avec ses partenaires afin de benificier d.un commerce solide et éviter de tomber dans l.impasse …….le royaume de Maroc existent avec les papiers fort et un histoire solide ….. L.union de l.europe est appelé a considéré que ces bande terroristes alimenter par l.algerie de monotonie constitue un danger partout

احمد
المعلق(ة)
18 أكتوبر 2024 14:01

خضوع محكمة العدل الاروبية لضغوطات لوبي الفلاحة في اروبا يعكس عمق النظرة الاستعمارية التي بنت قوتها و رفاهية شعوبها على اضعاف الدول الصاعدة والابقاء على تقسيمها الجغرافي الذي كان تمرة الاحتلال الغاشم، و فهم الاشياء خير من جهلها وفي ذالك عبرة لدوي الالباب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x