السلطات الإسبانية تحقق في مقتل مغني راب مغربي

فتحت السلطات الإسبانية تحقيقًا مكثفًا في حادثة مقتل مغني الراب المغربي سعيد لعرج، الذي عُثر على جثته في حي رولدان بمورسيا وعليها آثار واضحة للضرب والتعنيف.

وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فقد تم اكتشاف الجثة صباح يوم الخميس المنصرم، من قبل أحد الجيران في منطقة خلاء قريبة من منزل عائلته، وكانت تظهر عليها إصابات في الرأس تشير إلى تعرضه لاعتداء عنيف. وأكد الحرس المدني الإسباني أن هناك علامات قوية على العنف، ما يدفعهم لفتح عدة فرضيات حول الجريمة، بما في ذلك احتمال تصفية حسابات، على الرغم من نفي عائلته لهذا الاحتمال.

وكان سعيد، البالغ من العمر 30 عامًا، معروفًا بنشاطه في مجال الراب والتعبير عن قضايا اجتماعية مثل العنصرية والإسلاموفوبيا من خلال أغانيه. وقد سبق له أن عمل في أعمال زراعية قبل أن يمنعه مرض الصرع من العمل بشكل منتظم. وأفاد شقيقه نوردين بأن سعيد كان يعيش حياة طبيعية ولم يكن له أي عداءات مع أحد في البلدة، التي أقامت فيها العائلة منذ عقدين. وأشار نوردين إلى أن الإصابة التي تعرض لها شقيقه لا يمكن أن تكون نتيجة سقوط ناتج عن نوبة صرع، بل تبدو وكأنها ناتجة عن ضربة مباشرة بأداة صلبة.

وقد رصد شهود عيان سعيد في مواقع مختلفة في البلدة خلال الليلة التي سبقت العثور على جثته، مما يثير العديد من التساؤلات حول ملابسات وفاته. وتواصل السلطات تحليل الأدلة، بما في ذلك الهاتف المحمول للضحية، لمعرفة ما إذا كان الحادث يتعلق بجريمة اعتداء أو تصفية حسابات. وعبر نوردين عن استغرابه من هذه الجريمة النادرة في المنطقة، مشددًا على أن العائلة لا تعرف حتى الآن الدوافع المحتملة وراء هذا الهجوم المميت.

تأتي هذه القضية لتثير حالة من الصدمة في المجتمع المحلي، وتسلط الضوء على الظروف الصعبة التي عاشها سعيد بسبب مرضه الذي أثر على حياته الشخصية والمهنية. وما زال التحقيق مستمرًا لكشف ملابسات الجريمة وإيجاد المسؤولين عنها، وسط تضامن واسع من سكان البلدة الذين عرفوا سعيد كشخص مسالم وملتزم.