“حراك الريف” يُحرك المخابرات بأوروبا

أكدت مصادر أوروبية أن ملف “حراك الريف” في القارة العجوز، أصبح هدفا رئيسيا للمخابرات والدبلوماسية المغربية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة”، مضيفة، ان هذا الملف “اكستب أهمية أكبر من ملف التعاون في مجال الإرهاب وملف نزاع الصحراء المغربية”.

واعتبرت المصادر الأوروبية، بحسب ما أفادت به “القدس العربي”، أن “الدولة المغربية لم تكن تنتظر تحركا من هذا الحجم من طرف الجالية المغربية المنحدرة من الريف، ولا تعلم الأبعاد التي سيكتسبها مستقبلا في ظل وجود جيل جديد من الأوروبيين المنحدرين من شمال المغرب ولهم رؤية سلبية على تصرف السلطات المركزية المغربية مع منطقة الريف تأريخيا”.

وتأتي هذه التطورات، في سياق إحتضان برلمان الأندلس ذات الحكم الذاتي غدا الجمعة 26 يناير الجاري، ندوة حول «الوضع في الريف والأندلس: النضال وحقوق الإنسان في الضفة الجنوبية»، بمشاركة عدد من الحقوقين مثل مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في الناضور، عزيز قطوف، والمحامي عبد الصادق البوشتاوي الذي برز إسمه بعد مقتل عماد العتابي، إثر فض مسيرة 20 يوليوز2017، كما سوف يشارك أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي، متزعم الحراك، وستُسير الندوة من طرف الصحافي الإسباني، إغناسيو سيمبريرو المتخصص في شؤون المغرب.

وبحسب ذات المصدر، فإن هذه الندوة السياسية والحقوقية، تم التحضير لها من طرف الجالية المغربية المنحدرة من إقليم الريف، التي تمكنت في “ظرف شهور خلق دينامية سياسية في القارة الأوروبية للدفاع عن معتقلي الحراك وكذلك لتحقيق الأجندة الاجتماعية لمطالب الحراك. مؤكدا أن الجالية المغربية نجحت في استحضار ملف حراك الريف في برلمانات وطنية مثل بلجيكا وهولندا ودولية مثل البرلمان الأوروبي”، ناهيك عن”تنظيم عشرات التظاهرات في مختلف المدن الأوروبية شملت دولا مثل إسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا والدنمارك والنرويج والسويد”.

وأشار المصدر، ذاته، إلى ان “حراك الريف في إسبانيا يحظى بدعم قوي من بعض الأحزاب القومية واليسارية وعلى رأسها ائتلاف وحدة الشعب الكتالاني ثم حزب اليسار الجمهوري الكتالاني وحزب بوديموس واليسار الموحد، بينما أخذ كل من الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي المتزعم للمعارضة مسافة من الحراك”.

جدير بالذكر أن التجمع الوطني الأندلسي، المساهم في هذه الندوة، وهو كيان مطالب بانفصال الجنوب الإسباني عن سلطة مدريد، سبق له، بعد استفتاء انفصال كتالونيا، أن دعا إلى إقامة دولة مستقلة تشمل إقليم الأندلس، و جل مدن الريف بالمغرب ومحافظة مورسيا، وجزء من جنوب البرتغال تحت إسم “الجمهورية الفيدرالية الأندلسية”.