2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مدير مهرجان طنجة للشعر : نذكر الوزير بنسعيد أن طنجة تقع شمال المملكة وليست في جنوب إسبانيا

في حوار “ضيف الأحد” لهذا الأسبوع، انتقد مدير مهرجان طنجة الدولي للشعر، بلال الصغير، تعامل وزارة الثقافة المغربية مع القطاع الثقافي بمدينة طنجة، مذكّرًا الوزير المهدي بنسعيد بأن المدينة تقع شمال المملكة وليست في جنوب إسبانيا.
وأشار الصغير إلى التحديات المستمرة التي يواجهها المهرجان منذ اثني عشر عامًا، بما في ذلك قلة الدعم وضعف التواصل مع الجهات المعنية، مؤكداً على أهمية تفعيل الجهوية الموسعة والاهتمام بكافة مناطق المملكة.
إليكم نص الحوار:
بداية عرفنا بنفسك وبمهرجان طنجة للشعر ؟
عبد ربه بلال الصغير رئيس جمعية المدينة للتنمية والثقافة المنظمة لمهرجان طنجة الدولي للشعر الذي أترأس إدارته العامة بثقة من ثلّة الأصدقاء الذين ارتأوا أن أكون في الصف الأمامي للنضال من أجل هذه الثمرة الطيبة المباركة التي رزقت بها طنجة العاليه صاحبة المجد في الثقافة والإبداع والانفتاح على الآخر بوصفها مدينة المعبر والتسامح والتعايش بين الديانات.
كيف تستعدون لتنظيم نسخة جديدة من المهرجان الدولي للشعر بطنجة؟
في ما يخص استعدادنا للدورة الحادية عشرة لمهرجان طنجة الدولي للشعر.. هو استعداد شبه روتيني لكن يتميز بالجدية التامة والحرص على أدق التفاصيل التي يمكن أن تجعل من نسخة 2024 للمهرجان لا تقل عن سابقتها في حالة لم نتمكن من رفع الإيقاع على المستوى التنظيمي، أما على مستوى الأسماء المشاركة فالمهرجان يقوم بمشاورات واسعة بين مختلف الأطراف من شعراء وإعلاميين ودكاترة وأكاديميين أن تكون لهم لمسة فنية في صياغة التصور العام لكل دورة واقتراح أسماء مشاركة نضمن من خلالها التوازنات الشعرية بمختلف مشاربها وانتماءاتها الثقافية والفكرية واللغوية.
ما السر وراء استمرار المهرجان في تنظيم دوراته طيلة سنوات؟
كما نقول نحن في الجمعية وإدارة المهرجان السر سرنا والمهرجان مهرجانكم (مزحة)، في الحقيقة السر الأول في استمرار المهرجان هو العزيمة والإصرار على تنظيمه سنوياً، ثانياً نحاول قدر الإمكان أن لا ندخل في صراعات مجانية مع مثقفي الممكلة وغيرهم سواء كجهة منظمة أو كأشخاص، لأننا واعون كل الوعي أن مثل هاته التفاصيل الصغيرة يمكن أن تؤثر سلباً على مستقبل المهرجان، في نفس الوقت مهرجان طنجة الشعري لا ينتصر لأي تظاهرة أو حساسية شعريّة معينة؛ بل يحتفي بهم جميعاً.
وتصورنا العام هو الانتصار للشعر والجمال الإبداعي وللكلمة الراقية، كما أن المهرجان يمنح فرصة المشاركة لجميع الفئات العمرية مع ضمان (الكوطا) للنساء و الشباب في كل دورة، إضافة للمسابقة الوطنية الشعرية التي تحمل اسم جائزة طنجة الكبرى للشعراء الشباب، وهنا لا أنسى ولا أنكر دور الإعلاميين الذي قدم لنا الكثير والكثير من الدعم والمساندة التي أعطت دفئ خاصة للمنظمين وتشجيعهم على الاستمرار.
وفي الأخير أود أن أوضح أن المهرجان لا يرتدي أي قبعة سياسية أو أيديلوجية معينة وهذا سر من أسراره، الكل لاحظ أن المهرجانات التي نظمت في طنجة تتوقف مع انتهاء مرحلة كل مجلس من المجالس المنتخبة، وهذا يدل على أن إرادتهم لم تكن المساهمة في الحقل الثقافي بعاصمة الشمال قدر ما تكون أهدافهم الاستفادة من دعم المؤسسات طول ما “خالتهم في دار العرس”.
هل وجدتم معيقات تعرقل تنظيم المهرجان؟
المعيقات وما أدرك ما المعيقات، وكأن هذه العبارة هي وحي من السماء ونص قطعي لا يمكن الاجتهاد فيه من طرف بعض الجهات الحكومية من أجل تغير الصورة النمطية القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، معظم المعيقات التي تواجه المهرجان.. أو بالأحرى التي تستفز المنظمين كأشخاص هي اللا مبالاة من طرف بعض المؤسسات وموظفيها، فمثلا المديرة الجهوية الجديدة للثقافة بطنجة حاولنا مراراً التواصل معها من أجل عقد لقاء تحضيري بصفتها الجهة المختصة بمنطقة الشمال، فلا رد ولا هم يحزنون.
نسجل بقوة أن توجه الإدارة يتعلق بالشخص الذي يجلس على الكرسي لا الرؤية التي تتبناها الدولة والتي يؤكد عليها عاهل البلاد في جل خطاباته الموجهة لشعبه وحكومته، لكن إثنى عشرة سنة كانت كافية أن نتعلم منها دروس ودروس كي ننجو من بعض المشاكل التنظيمية.
ما ميزانية المهرجان في دورته الحالية ؟
حسب التصور العام للدورة الحادية عشرة لمهرجان طنجة الدولي للشعر وفقراته المبرمجة في إطار فعالياته وباقي تفاصيله في الاحتياجات الأساسية، تقدر ميزانية المهرجان لسنة 2024 حولي 40 مليون سنتيم وهو رقم شامل لأدق التفاصيل.
الجمعية تحصل على دعم عيني ولوجستي بنسبة 80 في المئة من أصل إجمالي قيمة الميزانية العامة للمهرجان، أما 20 في المئة المتبقية يتم الحصول عليها دعم مادي من وكالة تنمية أقاليم الشمال ومجلس الجهة وهذه السنة ستكون جماعة طنجة، فيما أن معظم التقارير المالية للدورات السابقة تحمل شارة المديونية وهذا هوّ أكبر تحدي نواجهه بطرقنا الخاصة كأشخاص.
كيف تجدون تدبير الوزير المهدي بنسعيد للقطاع الثقافي بالمغرب ؟
حتى نكون صريحين في الجواب على هذا السؤال، أرى تدبير السيد الوزير المهدي بنسعيد للقطاع الثقافي تدبير يتمشى مع ما كنا نتمنى أن نراه في الوزارة، هذا الرجل استطع أن يحقق العديد من الأهداف في القطاع الثقافي كما يتبين أن لديه رؤية مستقبلية كما أنه يتمتع بمستشارين شباب جيدين جدا.
لكن ومن خلال هذا المنبر أريد أن أذكره.. أن مدينة طنجة تقع شمال المملكة المغربية وليس في جنوب إسبانيا، بمعنى هذه المدينة هي محسوبة على وزارتك أيها الوزير، وأن المملكة المغربية ليس هي الرباط وحدها بل من طنجة للكويرة، وإلا سنقترح على سيد الوزير إذا استمر في نهجه، أن يقترح على رئيس الحكومة بأن يتفضل بمبادرة الاقتراح على صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في المجلس الحكومي المقبل بتغير اسم الوزارة، وأن تصبح اسمها وزارة الرباط للشباب والثقافة والتواصل، فعلى وزير الثقافة أن يجتهد على مفهوم الجهوية الموسعة وتنزيل مضامينها على أرض الواقع، كما اجتهد في ملفات كثيرة تحتسب له بكل صدق، عليه أن يعلم أن لطنجة مهرجان عمره 12 سنة وهو يعاني، تفاءلنا خيرا سنة 2022 بعدما قامت الوزارة بتسديد بعض الديون التي بقيت عالقة في عنقي كمدير المهرجان، لكن عند ذلك اكتفت، ونحن مستمرون ونسجل في تاريخ هذه البلاد من أرد لها خيرا ومن سعى لها لذلك، كما نسجل للتاريخ من أساء لها ولرعايا الملك نصره الله.