2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تواجه إسبانيا تحديات متزايدة بسبب الجفاف الذي يضرب مناطق واسعة من البلاد، خاصة كاتالونيا والأندلس، مما دفع السلطات الإسبانية إلى التفكير في تبني خطط جديدة لمواجهة هذه الأزمة البيئية. وضمن جهود البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة، تتجه إسبانيا حسب مصادر إعلامية إسبانية، نحو اعتماد خطة المغرب لمكافحة ندرة المياه، وهي خطة أثبتت جدواها في المغرب، الذي يعاني من تحديات مماثلة في موارده المائية.
وتشير المصادر ذاتها، إلى أن المغرب يعمل منذ سنوات على مواجهة نقص المياه عبر مجموعة من السياسات التي تشمل زراعة الغيوم كجزء من خطة وطنية تهدف لزيادة تساقط الأمطار. وتقوم هذه التقنية على رش الغيوم بمواد مثل يوديد الفضة لتحفيز تكوين القطرات وإنتاج الأمطار. وقد حققت هذه الطريقة نتائج ملموسة في زيادة معدلات هطول الأمطار في المناطق التي تعاني من الجفاف، وهي أحد الأساليب التي جذبت اهتمام الحكومة الإسبانية.
إلى جانب زراعة الغيوم، ركز المغرب على توسيع استخدام محطات تحلية المياه لمواجهة شح المياه العذبة. وفي هذا السياق، يخطط المغرب لبناء أكبر محطة تحلية مياه في إفريقيا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 822,000 متر مكعب يومياً. ستكون هذه المحطة الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي من أهم المشاريع التي ستعزز إمدادات المياه للعديد من المدن الكبرى، بما في ذلك الرباط وسلا والقنيطرة.
إسبانيا، التي تعاني أيضاً من آثار تغير المناخ ونقص الموارد المائية، تسعى لتطبيق نموذج مماثل، حيث أطلقت خططاً لتوسيع محطات تحلية المياه في كاتالونيا، بهدف تعزيز إنتاج المياه العذبة. تشمل هذه الخطط توسيع محطة تحلية المياه تورديرا الثانية، المتوقع تشغيلها بحلول عام 2029، وزيادة إنتاجها ليصل إلى 80 هكتومتراً مكعباً من المياه. ومن المتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في توفير حوالي 280 هكتومتراً مكعباً إضافياً من المياه بحلول عام 2030.
هذا التوجه نحو تطبيق استراتيجية المغرب يظهر مدى فعالية خطط مكافحة ندرة المياه التي تبنتها المملكة، ويدل على إمكانية تحقيق تعاون إقليمي لمواجهة التحديات البيئية المشتركة.