2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في مثل هذا اليوم من عام 1975، استجاب أكثر من 350,000 مغربي لنداء الملك الراحل الحسن الثاني، وساروا في “المسيرة الخضراء” لاسترجاع الصحراء وتأكيد سيادة المغرب عليها. صحيفة “Atalayar” الإسبانية أشارت إلى أن هذه المسيرة التاريخية لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت بداية مسار طويل من الاستثمار والتنمية الذي جعل من الصحراء منطقة مزدهرة ومتطورة بعد مرور 49 عامًا.
ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة نموًا كبيرًا، حيث بدأت الحكومة المغربية بتطوير البنية التحتية وتحديث المدن مثل العيون والداخلة. وخصصت المملكة ميزانيات ضخمة للمشاريع التنموية في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة والزراعة، وفقًا لتقرير “Atalayar”. كما عمل المغرب على جذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز اقتصاد الصحراء، مما جعلها محورًا اقتصاديًا مهمًا يربط بين أفريقيا وأوروبا.
برنامج “الواجهة الأطلسية” الذي أطلقه الملك محمد السادس يعتبر جزءًا من هذه الرؤية الطموحة، حيث يسعى لتحويل الصحراء إلى بوابة للاستثمارات بين أفريقيا وأوروبا، ويهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول الأطلسي. ووفقًا للتقرير، يساهم هذا البرنامج في تشجيع الاستثمارات الأجنبية في الموانئ وتطوير البنية التحتية للنقل، ما يعزز مكانة الصحراء كنقطة عبور رئيسية في المنطقة.
إلى جانب الاقتصاد، اهتم المغرب أيضًا بتنمية المجتمع المدني في الصحراء عبر تحسين التعليم والرعاية الصحية، مما ساعد في دمج السكان المحليين في عملية التنمية. وذكر تقرير “Atalayar” أن الدولة قامت بتطوير الجامعات والمراكز التعليمية، مما وفر فرصًا تعليمية للشباب وأسهم في تحسين جودة الحياة.
النجاحات الاقتصادية والدبلوماسية التي حققتها الصحراء المغربية تؤكد تطورها المستمر، خاصة مع افتتاح قنصليات لدول عديدة في العيون والداخلة دعمًا لخطة الحكم الذاتي المغربية. وتظهر هذه الإنجازات أن المسيرة الخضراء لم تكن فقط استرجاعًا لأراضي، بل بداية مسيرة طويلة نحو بناء مستقبل واعد للصحراء المغربية.