لماذا وإلى أين ؟

خبير يشرح ظاهرة جوية غريبة أرعبت طنجة وأودت بحياة شاب (صور)

شهدت مدينة طنجة مساء الثلاثاء 19 نونبر 2024 ظاهرة جوية نادرة أربكت سكانها وانتهت بمصرع شاب عشريني. حيث تشكلت غيوم كثيفة بسرعة قبيل أذان المغرب، بعد أن كان الجو صحوًا، وترافقت مع ومضات برق متتالية وصواعق رعدية قوية أثارت الذعر في المدينة.

وقد سُجلت مئات ومضات برق مصحوبة بعدد كبير من الصواعق التي تركزت في شمال المملكة، وبلغت ذروتها في طنجة، حيث شوهدت ضربات الرعد المتتالية طيلة ساعات.

ظاهرة طبيعية تنتهي بمأساة

ومن بين الصواعق القوية، أصابت إحداها شابًا متشردًا كان جالسًا قرب وادي السواني، ما أدى إلى وفاته على الفور.

الحدث أثار حالة من الرعب بين المارة والمواطنين، خاصةً مع قرب الضربات الرعدية وتتابعها، فيما اختار آخرون التزام منازلهم خوفًا من تكرار هذه الصواعق.

الظاهرة تستهوي هواة التصوير

ورغم المخاوف، وجد هواة التصوير الفوتوغرافي في الظاهرة فرصة لالتقاط مشاهد خلابة، حيث شكلت الغيوم السوداء مع ومضات البرق لوحات فنية أضفت رونقًا خاصًا على سماء طنجة.

هذه الظاهرة الجوية، رغم جمالها البصري، كانت مصدر رهبة لسكان المدينة الذين لم يعتادوا على مثل هذه الظواهر الطبيعية، والتي وثقتها عدسات الكاميرات حتى من الجارة الإسبانية بمناطق الجزيرة الخضراء وطريفة.

خبير يفسر الظاهرة

وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الجامعي وخبير علم المناخ، محمد سعيد قروق، في تصريح للصحيفة الإلكترونية “آشكاين”، أنه “في الأيام الأخيرة استقر بمنطقة جبل طارق وأيضا بالساحل الشرقي لتطوان، الرياح الشرقية التي تأتي من جهة تطوان من البحر وتندفع إلى القارة الأفريقية وعلى سفوح جبال الحوز، وهي تلك الجبال المطلة على البحر الأبيض المتوسط من جهة ساحل تطوان، وتأتي هذه الرياح برطوبة وحرارة من البحر الأبيض المتوسط وهذا ما سيؤدي إلى تكون صباب كثيف بالسفوح الغربية لتلك الجبال، لكن مباشرة بعد أن نقطع هذه الجبال فإن السفوح الغربية تكون خالية من هذا الضباب، لأن تلك السحب تتابع طريقها في اتجاه الغرب والقصر الصغير وطنجة، وهو ما حصل البارحة الثلاثاء 19 من الشهر الجاري، حيث أن هاته الحركات الهوائية الفوقية كانت متسارعة لدرجة أنها بدأت تتكون مباشرة بعد الظاهرة، إذ لاحظنا حركة غير عادية للسحب التي انتهب بغمام كثيف وبالتالي بعده بدأت تساقطات مع برق ورعد متسارع”.

محمد سعيد قروق، أستاذ جامعي وخبير في علم المناخ

وأضاف المتحدث، أن “هاته الظواهر هي مألوفة بالمنطقة لاسيما حين نقترب من الفصل البارد أو أثناء الفصل البارد، لأن التضاريس هي التي تخلق هاته الظواهر”.

وأوضح الخبير، أنه “بالنسبة للشخص الذي تعرض لضربة صاعقة، فإنه أثناء البرق والرعد لا يجب أن نقترب في الأشياء المرتفعة، لاسيما الأشجار أو الأعمدة وكل ما هو مرتفع ورقيق كأعمدة الكهرباء أو ربما بنايات عالية وغير عريضة، لأن البرق يلتصق بها ويتبعها إلى السطح، وهو ما يفسر تعرض الضحية بطنجة لضربة صاعقة ورحمه الله”.

وبخصوص علاقة الظاهرة بالاحترار الأرضي، أشار المتحدث، إلى أن “علاقة الظاهرة بالاحترار الأرضي مرتبطة بقوة وكثرة الرطوبة التي أتت بها الرياح الشرقية من الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط قبالة بحر البوران الموجود بين إسبانيا والمغرب قبل مضيق جبل طارق من الناحية الشرقية، وبالتالي فإن هاته الرياح الشرقية أتت حقيقة برطوبة إضافية وغير مألوفة، الشيء الذي أدى إلى استمرار وتنازل واستقرار الضباب الكثيف بتلك المنطقة، حيث تسائل ساكنة المنطقة أنفسهم عن كثافة الضباب المفاجئة وبالتالي كانت النتيجة ما عاشته مدينة طنجة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x