لماذا وإلى أين ؟

من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟

تظل أخبار الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال منقطعة منذ وصوله السبت الماضي إلى مطار العاصمة الجزائرية قادما من باريس، فيما يرجح توقيفه من قبل السلطات للتحقيق معه على خلفية تصريحاته الأخيرة المثيرة للجدل حول تاريخ الجزائر ومشاكلها مع المغرب، والتي أثارت استنكارا لدى أوساط قالت إن الرجل قد تجاوز “الخطوط الحمر”.

لا يزال التواصل متعذرا مع الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال الذي “اختفى” بعد وصوله مطار الجزائر السبت الماضي، حسبما تداولته وسائل إعلام فرنسية، متسائلة عن مصيره وإمكانية اعتقاله من قبل السلطات الجزائرية.

ويعتبر صنصال الذي يبلغ 75 عاما من الكتاب المعروفين بمواقفهم الناقدة للنظام الجزائري وأيضا للأصولية الدينية والتطرف الإسلاموي، منذ بداية مشواره الأدبي في عام 1999، وقد حصل على الجنسية الفرنسية عام 2024 حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وكانت الأكاديمية الفرنسية قد منحته في 29 أكتوبر من سنة 2015 الجائزة الكبرى للرواية بالتشارك مع الكاتب الفرنسي التونسي الهادي قدور.

يقول فيصل مطاوي مراسل إذاعة مونت كارلو الدولية في الجزائر إنه لا توجد أية معلومات رسمية قد رشحت لحد الساعة حول ظروف اختفاء صنصال، لكنه قال إن من المرجح أن يكون قد تم توقيفه السبت بعد وصوله إلى مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة قادما من باريس، حاملا جواز سفر فرنسي. وأضاف مطاوي: “تم تقديم الكاتب أمام وكيل الجمهورية بعد إنهاء التحقيقات معه من قبل مصالح الأمن المكلفة في غضون أيام”.

ولفت مراسل مونت كارلو إلى أن المتابعة القضائية المحتملة ضد بوعلام صنصال، قد تكون مرتبطة بمواقفه المثيرة للجدل والتي ينظر إليها في الجزائر على أنها “معادية لها ولتاريخها وهويتها. كما أنه حسب منتقديه يروج لأفكار اليمين المتطرف الفرنسي، وأيضا له مواقف مساندة لإسرائيل”.

وأوضح نفس المتحدث بأن هذه الملاحقة قد “تكون مرتبطة بتصريحات صنصال الأخيرة عبر وسيلة إعلام فرنسية قال فيها، إن سبب المشاكل الحالية بين الجزائر والمغرب هو قرار فرنسا التخلي عن جزء من أراضي المغرب، كما قال (صنصال)، بعد استعمارها للجزائر عام 1830. وذكر منطقة غرب الجزائر وحتى بعض المدن مثل تلمسان ووهران”.

ومن المواقف التي يمكن أن تكون وراء ملاحقة صنصال من قبل السلطات الجزائرية هو أيضا تصريحاته التي “برّرت اقتحام الجيش المغربي للأراضي الجزائرية بعد الاستقلال رغبة من الرباط، حسب صنصال، في استرجاع أراضيها وشبّه هذا بما يحدث في غزة حاليا”، حسب فيصل مطاوي، الذي أشار أيضا إلى أن من أبرز التهم التي يمكن أن يلاحق فيها صنصال قضائيا في الجزائر هي: “المساس بالوحدة الوطنية، المساس بالسلامة الترابية للبلاد، والتحريض على تقسيم البلاد. تعاقب المادة 79 من قانون العقوبات بالسجن من سنة إلى 10 سنوات” كل من توجه مثل هذه التهم وقد تصنف ببعض الأقوال في خانة “الأفعال الإرهابية”.

من جهة أخرى، قال علي بوخلاف كاتب وصحافي من الجزائر، إن لا أحد يستطيع أن يجزم مكان تواجد بوعلام صنصال “كل ما نعرفه هو ما قالته عائلته المتواجدة في فرنسا بأنه لم يعد يرد على الهاتف وانقطعت أخباره منذ وصوله إلى الجزائر. لا توجد أي إعلانات رسمية من السلطات السياسية أو القضائية حول توقيفه أو تحديث عن مصيره”.

وتابع بوخلاف: “هناك معلومات غير مؤكدة تقول إنه رهن التحقيق حاليا لدى مصالح الأمن الجزائرية حول تصريحاته الأخيرة لكن هذا يبقى غير مؤكد بشكل رسمي حتى الآن”.

لكن بوخلاف أوضح في معرض تصريحاته لفرانس24: “عكس ما يروج له من ينتقد صنصال وخصومه، فقد كان يزور الجزائر بانتظام وحتى أنه كان يمكث باستمرار فيها قبل سفره إلى فرنسا العام الماضي لعلاج زوجته. في الخامس من نونبر زار الجزائر واستقر بها لعدة أيام قبل عودته إلى فرنسا بدون أي مشكلة”.

وأثار الكاتب والصحافي علي بوخلاف بدوره قضية التصريحات التي أدلى بها صنصال مؤخرا ورجّح أن تكون وراء اختفائه بشكل غامض. وقال في هذا الصدد: “تحدث صنصال مع موقع إلكتروني فرنسي معروف بتوجهه اليميني وأثار مشاكل الحدود بين الجزائر والمغرب وقال إن جزءا من غرب الجزائر ينتمي إلى المغرب وأن البلدان القوية لا تستعمر، ما تبعه موجة استنكار لدى أوساط قالت إن الرجل قد تجاوز الخطوط الحمر”.

فرانس24

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x