لماذا وإلى أين ؟

لماذا صمت اتحاد كتاب المغرب عن “اختطاف” بوعلام صنصال بعد تصريحاته المنصفة للمغرب؟

بعد اختفاء في ظروف غامضة منذ أزيد من أسبوع، يمثل الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، أمام وكيل الجمهورية يوم الاثنين 25 نونبر الجاري، حسب ما أعلن عنه محاميه فرنسوا زيميراي المكلف من دار النشر “غاليمار” بالمشاركة في الدفاع عنه.

وأوضح فرنسوا زيمراي لإذاعة “ار تي ال” الفرنسية، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، “ما أعرفه اليوم، أو ما أعتقد أنني أعرفه بناء على المعلومات المرسلة إلي، هو أنه سيحال إلى النيابة العامة بعد ظهر اليوم”.

وإن كانت الوقائع التي يمكن أن تُبنى عليها التهم الممكن توجيهها لصنصال غير معروفة لحد الساعة، فإن غالبية الصحافيين والمثقفين متأكدون أن تصريحاته التي أطلقها في الإعلام الفرنسي هي التي ستجره إلى المحاكم الجزائرية، حيت اعتبر أن “قادة فرنسا عند احتلالهم الجزائر عام 1830، أحدثوا مشكلة عندما ألحقوا كل الجزء الشرقي من المغرب بالجزائر”، وأن محافظات وهران وتلمسان ومعسكر، في غرب الجزائر، “كانت تابعة للمغرب”.

صنصال أكد في التصريح ذاته أن النظام العسكري (الجزائري) اخترع (بوليساريو) لضرب استقرار المغرب” وأن فرنسا “لم تمارس استعماراً استيطانياً في المغرب؛ لأنه دولة كبيرة… سهل جداً استعمار أشياء صغيرة لا تاريخ لها”.

وطالب فائزون بجائزة نوبل للآداب، وهم آنّي إرنو وجان ماري لو كليزيو وأورهان باموك ووول سوينكا، وكتاب آخرون بينهم سلمان رشدي، الكاتب البريطاني المعروف برواية “آيات شيطانية”، بالإفراج عن صنصال، وفق مجلة “لوبوان” الفرنسية.

وطالب الأدباء، في المقال الذي نُشر باسم الكاتب الجزائري في “لوبوان” كمال داود، بـ”الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال وجميع الكتاب المسجونين بسبب أفكارهم”.

وأضافوا “لا يسعنا أن نبقى صامتين. فالمسألة متعلقة بالحرية وبالحق في الثقافة وبحياتنا، ككتّاب مستهدفين بهذا الترهيب”.

مقابل كل هذا، لم نسمع بعد موقف اتحاد كتاب المغرب مما تعرض له زميلهم في الكتابة بوعلام صنصال.

وتساءل متابعون لهذا الموضوع حول سبب صمت هذا الجهاز الذي يمثل، نظريا، نخبة النخبة المثقفة في المغرب، عن “اختطاف” صنصال من طرف الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، بعد إدلائه بمواقف شجاعة تعكس الحقيقة التاريخية لخريطة منطقتنا المغاربية قبل الاحتلال الفرنسي الذي عبث بها.

فهل أصبح اتحاد كتاب المغرب هيكل بدون روح؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
25 نوفمبر 2024 18:34

صمت اتحاد كتاب المغرب ربما هو رأفة بصنصال الذي يتحين النظام الجزائري اي فرصة لإتهامه بالعمالة للمغرب. وأهل مكة ادرى بشعابها.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x