2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هذه هي الملفات التي قادت مديرة المخابرات البلجيكية إلى المغرب

حظيت زيارة فرانسيسكا بوستين، المديرة العامة لأمن الدولة بمملكة بلجيكا إلى المغرب يومي 25 و26 نوفمبر الجاري، ولقائها بنظيرها المغربي عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، (حظيت) باهتمام وسائل الإعلام البلجيكية على نطاق واسع.
الزيارة شغلت عناوين الصحف والمواقع البلجيكية خلال اليومين الماضيين، حيث نشرت صحيفة “لا ليبر” البلجيكية تفاصيلها والمواضيع التي تمت مناقشتها بين المسؤولين الأمنيين.
جدول أعمال حافل بالتحديات
وفقًا تقرير صحيفة “لا ليبر“، فقد ركز الاجتماع على تعزيز التعاون الثنائي بين الأجهزة الأمنية في البلدين. وتم تسليط الضوء على أهمية تبادل المعلومات والخبرات الأمنية، مع التركيز بشكل خاص على التحديات التي تواجه منطقة الساحل، حيث تنشط الجماعات الإرهابية بشكل مكثف منذ سنوات.
ويبدو أن هذه الزيارة تأتي في سياق استمرارية للقاءات سابقة، مثل زيارة وزير العدل البلجيكي بول فان تيغشيلت إلى المغرب في نوفمبر 2023، التي تناولت قضايا حساسة من بينها ملف نقل السجناء بين البلدين.
الاهتمام البلجيكي بمنطقة الساحل
وأضاف المصدر ذاته أنه على الرغم من أن بلجيكا ليست دولة مجاورة للساحل، إلا أن التحديات الأمنية في هذه المنطقة تمثل مصدر قلق كبير لها. فالاضطرابات الناجمة عن نشاط الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة وداعش، قد تتحول إلى تهديد أمني مباشر لأوروبا، مما يدفع الأجهزة البلجيكية إلى الانخراط في متابعة الوضع عن كثب.
وحسب المصدر فإن السلطات البلجيكية تخشى أن تتحول منطقة الساحل إلى بؤرة تهديد إرهابي لأوروبا، كما كانت سوريا والعراق في السابق. وعلى الرغم من عدم وجود تهديد وشيك في الوقت الراهن، فإن الحذر يبقى السمة السائدة في التعامل مع هذا الملف.
تبادل المعلومات حول الشبكات الجهادية
وأورد المصدر أن الاجتماع تناول أيضًا قضايا تتعلق بتبادل المعلومات حول الشبكات الجهادية والعلاقات المحتملة بين الإرهابيين في بلجيكا وشبكاتهم في المغرب، مشيرا إلى أن العديد من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش كانوا من أصول مغربية، مما يجعل المغرب شريكًا أساسيًا لبلجيكا في جهود مكافحة الإرهاب.
وتتمتع الأجهزة الأمنية المغربية بسمعة قوية في مجال مكافحة الإرهاب، بفضل شبكتها الاستخباراتية الواسعة وخبرتها في تتبع الجماعات المتطرفة. ومن هنا، يكتسب التعاون مع المغرب أهمية قصوى لبلجيكا في تعزيز أمنها الداخلي ومكافحة التهديدات الإرهابية.
مستقبل التعاون البلجيكي-المغربي
وأشار المصدر إلى أن هذه الزيارة تؤكد على أهمية التعاون بين المغرب وبلجيكا في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة. ومن المتوقع أن تتواصل هذه الشراكة من خلال اجتماعات ومشاريع مستقبلية تهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية، مما يسهم في استقرار البلدين وضمان أمنهما في وجه التهديدات المتزايدة.
ختامًا، تعكس هذه اللقاءات الاستراتيجية بين المسؤولين الأمنيين في المغرب وبلجيكا إدراكًا مشتركًا بأن التحديات الأمنية العابرة للحدود تتطلب تعاونًا وثيقًا، لاسيما في ظل التهديدات الإرهابية المتصاعدة في مناطق مثل الساحل.