لماذا وإلى أين ؟

خبير بالمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية يكشف علاقة تكثيف المغرب للمناورات العسكرية مع الوضع الإقليمي

نظم الجيشان المغربي والإيطالي المناورات البحرية البي-سنوية المغربية الإيطالية “ITA_MOR24″، مع نظيره الإيطالي من 13 الى 21 نونبر الجاري، في خليج تارنتو.

وتأتي هذه المناورات بعد في ظل قيام الجيش المغربي عبر مختلف قواته بمناورات مختلفة، تشمل تدريب قوات الكوموندوس، والتداريب على أسلحة نوعية مع قوى العالم، كان آخرها مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي شملت القيام بدوريات قتالية عبر القاذفات النووية الشهيرة “B ــ 52”.

وتأتي هذه المناورات بشكل متقارب في الزمان، ما يعطي انطباعا لمراقبين بأن الجيش المغربي كثف من تدريباته التكتيكية والعملياتية في ظل الوضع الإقليمي المتوتر.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والباحث في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، حسن سعود، أن “المغرب وإيطاليا تربطهما معاهدة شراكة وتعاون عسكري أرض-جو-بحر منذ 2006، وهذا التعاون ليس وليد اليوم”.

وأشار سعود، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “هذه العملية الحالية تدخل في إطار التدريب البحري الثنائي “ita-mor” الذي يجرى كل سنتين بين البلدين، كما أن المغرب يدخل ضمن مبادرة 5+5 دفاع المخصص للبحر الأبيض المتوسط”.

الخبير العسكري والباحث في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية: حسن سعود

وتابع أن “الهدف من هذه المناورة هو إمكانية التشغيل البيني، وهو يدخل في إطار تقوية القدرات البينية وتكامل وتبادل الخبرات والتجارب في الأمن البحري على وجه الخصوص”.

وأبرز أن “نهج المغرب الاستراتيجي يرتكز على تعدد الخبرات والشراكات مع القوات الأخرى، منها الهند والدول الأوروبية والولايات المتحدة، بهدف التقوية العملياتية وتطابق الإمكانيات المستخدمة في العمليات البحرية، وكل هذه الأمور تدخل في إطار تعدد التجارب، وهي قيمة مضافة عملياتيا للبحرية الملكية”.

وعن التقارب الزمني لهذه المناورات مع أخرى سابقة أو لاحقة، وما إن كان ذلك له ارتباط بالوضع الإقليمي والدولي الحالي، يرى سعود أن “لبحر الأبيض المتوسط فضاء غير مستقر، من الشرق الأوسط إلى دول الجوار المغربي، ما يعني أن الغرض من هذه المناورات هو تتبيب الاستقرار في  المنطقة وتأمين منطقة البحر الأبيض المتوسط المنخرطة في مبادرة 5+5 دفاع”.

وأضاف أن “هذه العملية لها طابع أمني، لكنها تهدف كذلك لتقوية القدرات والتجارب والخبرات بين الوحدتين، وهذا يسري على باقي المناورات التي تتم مع باقي القوى بما فيها إسبانيا والبرتغال وبريطانيا وغيرها”.

وخلص إلى أن “المغرب محوري في مثل هذه المناورات حيث يتمتع بموقع جغرافي وجيواستراتيجي مهم، له بحران ومعبر، وجبل طارق يدخل ضمن المعابر  الاستراتيجية في العالم، وهو غير بعيد عن منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x