2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
صفقة الأسرى ليستِ الهدف..

علي أو عمو
لم تعد قضية تبادل الأسرى بين إسرائيل و حماس أمراً يهم أمريكا و إسرائيل ما دام أن الهدف الاوحد هو القضاء على حركة المقاومة في غزة، التي ترى فيها أمريكا كيانا إرهابياً يُهدِّد أمن إسرائيل، بل يهدد وجود إسرائيل في المنطقة، و لذلك تنظر أمريكا و الغرب إلى أنّ تثبيت أركان الدولة اليهوديّة و إرساء أركانها على أسس متينة يقتضي أمريْن أساسيين هما التخلُّص من حركات المقاومة إلى الأبد بالإضافة إلى إبادة الشعب الفلسطيني و القضاء على أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيّين و العمل على تهجير العديد منهم إلى خارج الأراضي الفلسطينيّة أعني من الضفة و القطاع و ما تبقّى منهم يتمّ إقحامه و إدماجه في المجتمع الإسرائيلي.
لذلك تسعى أمريكا و الغرب إلى وضع خطة و استراتيجيّة لما بعد انتهاء الحرب، و تتجلّى هذه الخطة و هذه الاستراتيجيّة في ضم القطاع إلى الضفّة و إدخالهما ضمن إطار توسعي يشمل جميع ربوع فلسطين قصد القضاء نهائيّاً على أمل الفلسطينيّين في إنشاء أية دولة لهم و تبخير أحلامهم في ذلك، و ما اتفاقية أبراهام إلّا دليل و برهان على نوايا أمريكا، التي سعت من ورائها إلى جعل جميع الدول العربيّة تعترف بالدولة الإسرائيليّة و إنهاء كل ما يتعلّق بالمطالبة بتقرير مصير الفلسطينيّين، و هذا ما مهّد الطريق و فسَح المجال أمام إسرائيل في الدخول في حربها في غزة و تخريبها و العمل على تهجير و ترحيل معظم سكانها لحشرهم في بقعة ضيّقة لتعتبرهم فيما بعد إنهاء الحرب كلاجئين في دولة إسرائيل الخالصة التي تسعى أمريكا إلى توسع مساحتها، و حينها تقول لجميع الفلسطينيّين لا حلّ لديكم سوى القبول بالجنسية الإسرائيليّة أو البقاء على لجوئكم في إسرائيل إلى حين أن تقبل بكم دول الجوار للعيش فيها كلاجئين أو حاملي جنسيتها.
الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.