لماذا وإلى أين ؟

زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى المغرب رمز الشراكة الاستراتيجية الناجحة

لقد تكرم الرئيس شي جين بينغ ليؤكد خلال زيارته الأخيرة، ولو كانت قصيرة، ليس فقط على تميز العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، بل أكد أيضا على أن هذه العلاقات قوية ومتينة للغاية. واختيار المدينة التي عقد فيها اللقاء بين الرئيس شي جين بينغ وولي العهد الأمير مولاي الحسن ليس من قبيل الصدفة، نظرا لأن جميع الصينيين تقريبا، على الأقل أولئك الذين التحقوا بالمدارس والجامعات الصينية، يعرفون جيدا مدينة ” “كازابلانكا” والتي ترتبط باستمرار بالأغنية الشهيرة جدًا التي تحمل نفس الاسم في الصين.  

الصور التي تم بثها لم تنقل معلومات عن لقاء ومكان فحسب، بل نقلت أيضًا قيم ورسالات مبطنة. إن اللغة غير اللفظية والرموز هم العمود الفقري للثقافة والحضارة الصينية، وهي راسخة في الواقع المعرفي والوعي الجمعي للصينيين لأكثر من 5000 عام. ولهذا السبب، صافح شي جين بينغ يد ولي العهد مولاي الحسن لفترة طويلة، في علامة قوية على المودة الكبيرة والوئام والاحترام المتبادل العميق الذي يجمع البلدين. هذه الصور هي شهادة قوية على الصداقة، مع السعي لتوضيح وتقريب البعيد وتبسيط تعقيدات العالم. إن رموز هذه الصداقة تؤدي مباشرة إلى سيرورة الأفكار والتوقعات والحقائق الملموسة دون الكثير من التفسير. وهذا يعني بعبارة أخرى: أملنا وقاعدتنا المشتركة هي مواصلة تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة محمد السادس خلال زيارته الرسمية للصين سنة 2016. وينبغي اعتبار هذه الزيارة محركا ومحفزا لتعاون جوهري ومثمر لكلا البلدين.

يولي الصينيون أهمية كبيرة للصداقة، حيث لديهم قول مأثور: ” ندير التجارة مع الأصدقاء فقط”. والصداقة الناجحة في الصين هي تلك التي تكون فيها الذكريات والتجارب المشتركة طويلة الأمد والمتطلعة إلى المستقبل. وهذه الذكريات بالتحديد هي التي تساعد على تقريب وجهات النظر وتطوير روابط قوية وعميقة والسهر على الدعم والتضامن المتبادل. وهو مصطلح تم استعماله بشكل متكرر من قبل التلفزة الصينية “سي سي تي في” ووكالة الانباء الصينية “شينخوا”.

ولكل من صاحب الجلالة محمد السادس والرئيس شي جين بينغ ذكريات كثيرة تربطهم بالبلدين، حيث زار جلالته الصين سنة 1991 بصفته وليا للعهد، ثم قام لاحقا بزيارة دولة للصين في الفترة ما بين 5 و 7 فبراير 2002، لتكون بذلك أول زيارة رسمية له إلى الصين. كما ذهب إلى الصين بشكل خاص في عام 2008، ولكن أيضًا إلى هونج كونج في عام 2015. وهذه المبادرات إن دلت على شيئ فهي تدل على رغبة العاهل المغربي في تنويع وتطوير العلاقات والشراكات الناجحة مع العالم الخارجي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x