لماذا وإلى أين ؟

مكاوي يربط نشر سبوتنيك رغبة المغرب في اقتناء “إس-400” الروسية بالتشويش وضعف المبيعات

ذكرت وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” ما وصفته بإبداء دول عربية، بينها المغرب، الرغبة في الحصول على منظومة الدفاع الروسية “إس-400” المتطورة.

 وقالت سبوتنيك، نقل عن مصدر لم تسمها، إن  “المغرب من ضمن الدول التي أبدت اهتمامها بالحصول على منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400″، مشيرة إلى أن “الجزائر، الجارة الشرقية للمغرب، كانت قد أبرمت صفقة لاقتناء هذه المنظومة في عام 2021”.

ويأتي هذا الخبر في توقيت يشهد فيه العالم تقلبات جيو استراتيجية متعددة، علاوة على استمرار الحرب الروسية الاوكرانية، وما ترتب عنه من اصطفاف دولي، دون أن ننسى عودة ترامب للحكم، ما يجعل الغموض يكتنف خلفيات نشر سبوتنيك لهذا الخبر.   

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “طبيعة العلاقات السياسية والإقتصادية المغربية مع الفيدرالية الروسية هي علاقات جيدة وتتطور تطورا إيجابيا على جميع الأصعدة، فإن الخبر الذي نشرته وكاله الانباء الروسية سبوتنيك خبر وفرضية بعيده عن التحقيق من الجانب المغربي”.

واستدل مكاوي في حديثه لـ”آشكاين”، بكون “هذه الوكالة التي تنشر أخبارها  بـ30 لغة أجنبيه باستثناء اللغة الروسية، نشرت هذا الخبر لكونها تشتغل منذ إنشائها سنه 2014 لترقية المنتوج الحربي الروسي خاصة  صواريخ “اس-400″ إلى غير ذلك من الأسلحه الروسية، إضافة إلى كونها وكاله إعلامية للدعاية، والتظليل في بعض الأحيان”.

السبب الثاني للتشكيك في صحة الخبر، يضيف مكاوي هو “كون صواريخ “س-400” التي فشلت سواء في اعتراض الصواريخ الأمريكية المسماة “أطاك ميس”، تسببت في انخفاض مبيعات هذه الصواريخ وبعض الأسلحة الروسية الأخرى، ما يجعل الخبر المنشور يبدو بغرض الرفع من مبيعات هذه الأسلحة، التي تعرف انخفاضا وتقلصا لبيعاتها”.

وثالث أسباب نشر هذا الخبر حسب مكاوي دائما كون “المغرب يتوفر على صواريخ فعالة، من نوع “أطاك إم إس” التي أظهرت مفعولها في مسرح للعمليات في أوكرانيا وفي ميادين أخرى، وهو ما جعل وكالة سبوتنيك تنشر خبر نية 13 دولة طلب اقتناء اس- 400″.

عبد الرحمان مكاوي ــ أستاذ جامعي وخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية

كما عزا مكاوي نشر هذا الخبر إلى “الثمن الباهظ لهذه الصواريخ “إس – 400″ التي تكلف الوَحَدَة الواحدة منها أكثر من 300 مليون دولار، ووحدة واحدة غير كافية لتغطية التراب الوطني للمملكة، إذ يلزم 5 إلى 6 وحدات، وهو ما قد يصل إلى 2.5 مليار دولار وهو ثمن باهظ مقارنة بالصواريخ الأمريكية سالقة الذكر”.

كما أرجع سبب نشر هذا الخبر “لوصول الرئيس ترامب الى الحكم وموقفه وموقف  كاتب الدولة الجديد في الخارجية الأمريكية من الدول التي تشتري أسلحتها من روسيا وتفعيل سلاح العقوبات”، مشيرا إلى أن “المغرب احتراما لالتزاماته وتعهداته مع  الولايات المتحدة الأمريكية كزبون تقليدي وكشريك وحليف لهذه الدولة يجعل قيام المغرب بطلب اقتناء هذه الصواريخ الروسية امرا مستبعدا”.

وتابع أن “الصواريخ الأمريكية ‘أطاك أم أس”  هي صواريخ فعالة ردعية ضد المنظومة الروسية “اس-400″، وهي المنظمة التي  يتوفر عليها المغرب، وهو سلاح ردعي أساسا، ولكن يمكن استعماله كسلاح هجومي.

وشدد  على أن “وكالة سبوتنيك، التي عوضت وحلت محل الوكالة القديمة نوفوستي، لم تشر إلى مصدرها، سواء  مصدرها الروسي او مصدرها المغربي، وهذه الإشاعة سبق وطلعت علينا سنة 2007، عندما زار الوزير الاول الروسي المملكة المغربية”.

وتابع أن “اقتناء الجزائر لهذه المنظومة الروسية المتطورة والسريعة، والتي عندما تنطلق لاعتراض كل المسيرات والصواريخ الباليستية على بعد 40 كيلومترا، لكنها فشلت في رصد واعتراض صواريخ “أطاك امس” الامريكية التي يتوفر عليها الجيش الملكي المغربي وقواته الملكية البرية” .

وأبرز أن ” الكثير من الملاحظين العسكريين، اعتبروا الغرض من نشر هذا الخبر هو التشويش على العلاقات الاستراتيجية المغربية الأمريكية،  وهذا أمر تفطن له من طرف القيادة العليا للقوات المسلحة التي يقودها جلالة الملك بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية رئيس أركان الحرب العامة”.

وخلص إلى ان “هناك أسبابا تكنلوجية متعددة لنشر هذا الخبر، تتمثل في مٱخذ وعيوب صواريخ “اس-400″، منها طلب الروس اصطحاب هذه الصواريخ بمرشدين وتقنيين بعين المكان، وهؤلاء الضباط الروس لهم من السلطة التقديرية في استعمال هذا السلاح ، وهو ما رأيناه عند الشقيقة الجزائر، التي استلمت هذه المنظومة سنة 2021، واستلمت بعدها صواريخ دفاعية من نوع “اس-500” التي تعتبر نسخة متطورة من “اس-400″ وصواريخ اسكندر، إلا أن هذه المنظومات متطورة نتج بعدها الروس صواريخ جديدة من الجيل الخامس تعمل بالأقمار الاصطناعية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x