لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يرصد آثار التحرك الجزائري بدول أمريكا اللاتينية والكاريبي على قضية الصحراء المغربية

حل رئيس المجلس الشعبي الوطني(البرلمان) الجزائري، إبراهيم بوغالي، بالعاصمة البنمية بنما سيتي، أمس الثلاثاء 3 دجنبر الجاري، للمشاركة في الدورة العادية الـ38 والاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي “البرلاتينو”.

وجاء هذا التحرك الجزائري بعدما جرت الكثير من المياه تحت جسر مخططات النظام الجزائري لدعم الإنفصال، كان آخرها سحب بنما اعترافها بالبوليساريو، علاوة على منح لمغرب صفة “شريك متقدم” في منتدى رؤساء ورئيسات المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييبي والمكسيك “فوبريل”.

كما أن حضور بوغالي هول الأول من نوعه في نشاط لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي “البرلاتينو”، وهي المنطقة التي تعتبر بمثابة حصن للمغرب وجل دولها تدعم المقترح المغربي، ما يثير العديد من التساؤلات عما تريده الجزائر من اقتحام هذه المنطقة؟ وبماذا يمكنها إغراء دولها؟ وهل تستطيع فعلا دفع بعض دولها لمراجعة موقفهم من قضية الصحراء المغربية؟ وكيف سيعمل المغرب على تحصين شراكاته وصداقاته مع  دول هذه المنطقة؟.

وفي هذا السياق، أوضح اعتبر الخبير في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات والشؤون الأمنية، عصام لعروسي، أن “منطقة الكرايبي هي منطقة هامة، لكنها لا تلعب دورا أساسيا في صنع الاستراتيجيات الدولية، والتحرك الجزائري الان في بعض المناطق غير المؤثرة نوعا ما في صناعة القرار العالمي،  هو بمثابة هروب إلى الأمام ومحاولة إيجاد بعض المنافذ لدعم أطروحتها المتهالكة”.

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

 وأكد لعروسي، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “المزاج العام، والقانون الدولي، واجتهادات القانون الدولي تقف مع الحق المغربي، وهذه الرسالة أدركتها بشكل كبير العديد من الدول وتلقفتها من خلال فهمها للتوجه العام للقانون الدولي، الذي يعاكس مفهوم الانفصال ويؤكد على مفهوم الدولة المركزية، ويتنافى مع مفهوم الحق في تقرير المصير والمطالبة بالاستقلال، ويعطي تفسيرا موسعا للحق في تقرير المصير، على اعتباره يدخل في الأشكال الدستورية التي يمكن ترجمتها على أرض الواقع من خلال نماذج الفيدرالية والكونفدرالية ونموذج الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب”.

وأشار المتحدث إلى  “أهمية المعطيات سالفة الذكر في السياق الدولي والإقليمي الحالي، ناهيك عن الموقف القانون الدولي، حيث نلاحظ دينامية وحركية سياسية يوجد المغرب في قلبها ويتحرك وفق منهجية الدول الكبرى التي باتت تعترف بمغربية الصحراء،  وبمبادرة الحكم الذاتي وتعتبرها المبادرة الوحيدة القدرة على حل هذا الإشكال”.

وشدد على أن  “الجزائر لم يعد لها ما تقدمه لهذه الدول في منطة الكرايبي أو منطقة أمريكا اللاتينية، على اعتبار أن المصلحة التي تجنيها هذه الدول من الشراكة مع المغرب هي أقوى وأمتن بكثير مما قد تجنيه من تمتين علاقتها مع الجزائر”.

ويرى المتحدث أن “الحضور الجزائري هو حضور شكلي، بل ولا قيمة له، كون هذه التحركات الهامشية تكشف مدى انكشاف ظهر النظام الجزائري، وانكشاف ورقة التوت التي تغطي عورة هذا النظام، وبالتالي فهو يدور في الحواشي، ولا يستطيع أن يمس  جوهر القضية، وحتى المبادرات التي يقوم بها على الهامش، مثل ما قام به من خلاله دعمه لما يسمى “جمهورية الريف” كلها  أمور تافهة يتبناها هذا النظام  تكشف حقيقة مدى التخوف والتخبط  الفاعل الدبلوماسي الجزائري في فرض كلمته وفرض كلمته وفي تمتين علاقته مع المحيط الإقليمي والدولي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
أستاذ من خارج الحدود.
المعلق(ة)
5 ديسمبر 2024 10:11

الزيارة القادمة للسيد رئيس المجلس الوطني الشعبي الجزائري إلى كوكب من الكواكب لشرح قضية الصحراء المغربية.لأن الدوران حول الكرة الأرضية قد استنفد بدون جدوى وهيج سعارهم وكلبهم .جهلو أكثر من لكلاب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x