2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تشير التقارير الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية ووكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري هذا العام، حيث بلغ العدد الإجمالي 41,756 شخصًا بحلول نهاية نوفمبر، مع زيادة واضحة في نسبة المهاجرين القادمين من المغرب، الذين يمثلون 9٪ من إجمالي الوافدين.
رقم قياسي
وفق مصادر إعلامية إسبانية، فبين 1 يناير و30 نوفمبر من العام الجاري، وصل 41,425 مهاجرا إلى جزر الكناري في 610 قوارب، وفقا لبيانات وزارة الداخلية الإسبانية، بزيادة 17 في المائة عن نفس الفترة من عام 2023.
ومن ناحية أخرى، تشير الأرقام الواردة عن وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) إلى 41,756 مهاجرا، أي 19 بالمائة من 220,647 مهاجرا تمكنوا من دخول أوروبا بشكل غير منتظم، وهو رقم قياسي بالنسبة لجزر الكناري.
وحسب المصدر ذاته، فإن 32٪ من المواطنين الأفارقة الذين يصلون إلى جزر الكناري يأتون من مالي، و23٪ من السنغال، و9٪ من المغرب، و8٪ من غينيا الاستوائية، حيث تعد هاته الجنسيات الأربع الرئيسية.
المغرب كنقطة انطلاق للهجرة
وحسب المصادر ذاتها، فيعد المغرب من بين الدول الرئيسية التي ينطلق منها المهاجرون نحو جزر الكناري، سواء عبر سواحل الجنوب أو عبر مسارات أخرى تديرها شبكات تهريب متطورة. هذه الشبكات تستغل قرب السواحل المغربية من الأرخبيل الإسباني، مما يجعل الطريق عبر المغرب أحد المسارات المهمة نحو أوروبا.
جهود المغرب في مكافحة الهجرة
رغم ذلك، يشير المصادر إلى أن المغرب يواصل تعزيز جهوده لمكافحة الهجرة غير النظامية بالتعاون مع دول أوروبية، خاصة إسبانيا. وتأتي هذه الجهود من خلال تعزيز المراقبة على الحدود البحرية والبرية وتفكيك شبكات التهريب، فضلاً عن برامج الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب المغاربة.
كما أظهرت تقارير رسمية أن السلطات المغربية فككت آلاف الشبكات المتورطة في تهريب البشر خلال السنوات الأخيرة، وهي خطوة تعكس التزام المغرب بمواجهة هذه الظاهرة من جذورها.
تأثير السياسات الأوروبية على المغرب
ووفق المصادر، تشكل السياسات الأوروبية المتعلقة بالهجرة عامل ضغط إضافي على المغرب، خاصة أن البلاد تعد شريكًا استراتيجيًا لإسبانيا في إدارة تدفقات الهجرة. في هذا السياق، قدم الاتحاد الأوروبي تمويلات لدعم برامج تنموية في المناطق المتضررة من الهجرة، إلا أن تأثير هذه التمويلات لا يزال محدودًا بسبب التعقيدات البيروقراطية وضعف تنفيذ المشاريع التنموية.
أزمة المهاجرين في جزر الكناري وانعكاساتها على المغرب
ويشير الخبراء، حسب المصادر إلى أن استمرار تدفق المهاجرين إلى جزر الكناري يعكس تحديات أكبر مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية في بلدان المصدر، بما فيها المغرب. وبينما يمثل المهاجرون المغاربة نسبة 9٪ من إجمالي الوافدين إلى الجزر، فإن ذلك يعكس جزءًا من المشكلة التي ترتبط بضعف التنمية وغياب الفرص في المناطق المهمشة.