2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اكتشاف غير مسبوق في مغارة الحمام بتافوغالت بمدينة بركان، يعود إلى 15 ألف عام مضت، حيث كشف علماء عن دليل قاطع على استخدام البشر للنباتات لأغراض طبية.
هذا الاكتشاف، الذي نشر حديثا في أحد أعرق المجلات العلمية العالمية (nature)، يعتبر نقلة نوعية في فهم تطور المعارف الطبية لدى الإنسان القديم.
فريق دولي من الباحثين يضم خبراء من جامعة لاس بالماس في إسبانيا، عثر على بقايا نبات الإيفيدرا، المعروف بخصائصه الطبية، في منطقة من الكهف مخصصة للدفن. هذا الاكتشاف يشير إلى أن سكان تلك المنطقة كانوا يستخدمون الإيفيدرا لوقف النزيف وتخفيف الألم. الأهم من ذلك، أن هذا الاستخدام يعود إلى فترة زمنية أقدم بكثير مما كان يعتقد سابقاً، مما يدل على أن المعرفة بالطب بالأعشاب كانت موجودة منذ آلاف السنين قبل ظهور الزراعة.
الاكتشاف ليس الوحيد الذي أذهل العلماء في كهف الحمام. ففي دراسات سابقة، عُثر على جمجمة بشرية تحمل آثار عملية جراحية معقدة، يعود تاريخها إلى نفس الفترة. الأدهى من ذلك أن الجروح بدت متئلمة، مما يشير إلى أن الشخص نجا من العملية وعاش لفترة طويلة بعدها.
ويشير الدليل القاطع إلى أن سكان هذه المنطقة كانوا يجريون عمليات جراحية معقدة، ويستخدمون النباتات الطبية للمساعدة في الشفاء.
كما يفتح آفاقاً جديدة لفهم تطور المعارف الطبية لدى الإنسان القديم. فهو يثبت أن علاقة الإنسان بالنباتات لم تقتصر على الغذاء، بل امتدت إلى العلاج والشفاء. كما يذكرنا بأن الحضارات القديمة كانت تمتلك معرفة عميقة بطبيعة الأشياء من حولها، واستطاعت استغلالها بشكل مدهش.
فالعقل البشري يتفاعل تفاعلات لا يمكن تصورها عند الحاجة الملحة والمتكررة وممكن في نوم الشخص أن يصل إلى نتأئج لم يعرفها في اليقظة هكذا خلقه الله سبحانه وتعالى