2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من إسقاط نظام بشار الأسد، في 8 دجنبر 2024، بعد عقد ونيف من الاقتتال، فيما لجأ الأسد رفقة أسرته إلى روسيا.
ومع تولي المعارضة السورية لزمام الأمور في سوريا، يتبادر للأذهان تساؤلات عريضة عن سبل تعاطيها مع الدبلوماسيات العربية والأجنبية عموما، ومنها المغربية، علما أن العلاقات السورية المغربية عرفت قطيعة منذ 2012، عندما ترك الطاقم الدبلوماسي المغربي سفارته في دمشق واتجه إلى بيروت.
وتبقى عودة العلاقات السورية المغربية رهينة الكثير من التفاصيل، أبرزها سبل تعاطي المعارضة السورية مع ملف الصحراء، الذي ظل نظام بشار يعادي فيه المغرب بشكل مباشر عبر دعمه الصريح لجبهة البوليساريو الإنفصالية.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هذا الموضوع فيه ثلاث مراحل، أولها وجود قاعدة صلبة ومتينة في تاريخ العلاقة بين المغرب والمعارضة السورية”.

وأشار الشيات في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أنه “من الناحية التاريخية، فإن مواقف المغرب الداعمة للشعب السوري، وباعتبار هذه المعارضة هي الممثلة الآن لهذا الشعب، يمكن أن يكون عاملا أساسيا في ترتيب علاقات جيدة بين الطرفين، بمعنى أن هناك تاريخا معاصرا يتناسب مع علاقات في مستوى من الجودة ومن المتانة التي يمكن أن تجمع بين الطرفين”.
أما المستوى الثاني، يسترسل الشيات فهو “مستوى الحاضر الذي سيتعامل فيه المغرب مع منظومة سلطوية جديدة في سوريا، انطلاقا من مواقفها الخاصة بقضاياه الوطنية الأساسية، بما فيها قضية الصحراء المغربية”.
ويرى الخبير ذاته، أن “موقف المعارضة السورية من الصحراء المغربية سيكون عاملا مهما جدا في ربط علاقات حاضرة ومستمرة على المستوى السياسي، كما يرتبط بجانب الوضع السياسي الداخلي في سوريا الذي يمكن أن يشهد تحولات متعددة على مستوى الواقع، وهذا لا يريده المغرب”.
ونبه إلى أن “المغرب يريد أن تكون سوريا موحدة متفاهمة بين أطرافها وأطيافها في المعارضة، وألا يحدث ما حدث في ليبيا، وألا يتدخل المغرب بالشكل الدبلوماسي الذي تدخل به في ليبيا، ففي المستقبل، كلما كانت سوريا مستقرة وقوية ستكون داعما أساسيا لتمتين العلاقات بين المغرب وهذا البلد، وهذا هو الطبيعي”.
وخلص إلى أن “هناك مرتكزات تاريخية جيدة وعلاقات سياسية جيدة وإمكانية تطوير هذه العلاقات على مستوى المستقبل، بالتالي يبقى العمل الدبلوماسي والعمل السياسي عمل ميدان وعمل أرض وأعمال مواقف، وليس عملا مرتبطا بالجانب الأخلاقي أو جانب التمنيات”.