2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
المغرب على أعتاب تنظيم مونديال 2030… فرصة ذهبية لدبلوماسية كرة القدم (صحيفة بيروفية)

بعد مسيرة طويلة من المحاولات، بات المغرب على أعتاب تحقيق حلم طال انتظاره، يكمن في استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2030، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. هذه الخطوة التاريخية من شأنها أن تعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
في نفس السياق، كشفت صحيفة ”لاريبوبليكا” البيروفية، أن استضافة كأس العالم، تعتبر فرصة ذهبية للمغرب لتعزيز صورته كدولة حديثة ومتطورة، وذلك من خلال ما يعرف بدبلوماسية كرة القدم. فمن خلال استثمار هذا الحدث الرياضي العالمي، تسعى المملكة إلى تسليط الضوء على إنجازاتها وتطلعاتها المستقبلية.
وقالت الصحيفة إنه لتحقيق هذا الحلم، أطلق المغرب خطة طموحة لتطوير البنية التحتية، تشمل توسعة وتجديد المطارات، وتحسين شبكات الطرق، وبناء ملاعب جديدة بمعايير عالمية. ومن المتوقع أن تخلق هذه الاستثمارات آلاف فرص العمل وتدفع عجلة النمو الاقتصادي.
وأشارت إلى أن مشروع استضافة كأس العالم، يتلقى دعمًا ملكيًا كبيرًا من العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يرى في هذا الحدث فرصة لتحقيق نقلة نوعية في مسيرة التنمية بالمملكة. وتأتي هذه الرؤية الإستراتيجية في إطار سعي المغرب لتعزيز مكانته كقوة إقليمية مؤثرة.
وذكرت أن رئيس لجنة كأس العالم 2030، فوزي لقجع، كشف عن أهمية هذه البطولة كفرصة إستراتيجية لتسريع عجلة نمو الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى المساهمة في زيادة الجاذبية السياحية للبلاد. وأكد أن هذه المبادرات تأتي بتوجيه ومتابعة مباشرة من الملك محمد السادس.
ومن المشاريع المرتقبة “توسعة وتجديد مطارات المدن الست المستضيفة”، فضلًا عن تطوير البنية التحتية في القطاعات السياحية والتجارية. كما تعتمد الخطة على تجديد ستة ملاعب تقع في كل من الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة ومراكش وأكادير، إضافة إلى بناء ملعب جديد ضخم بضواحي الدار البيضاء بسعة تصل إلى 115 ألف مشجع وبتكلفة تقديرية تبلغ حوالي 480 مليون يورو. كما ينعقد الأمل على أن يستضيف الملعب النهائي أو ربما المباراة الافتتاحية للبطولة، مما يعزز من قيمته الرمزية والاقتصادية دبلوماسية كرة القدم. يوضح المنبر الإعلامي البيروفي.
ونقلت الصحيفة رأي منصف اليازغي، الباحث في السياسة الرياضية، الذي قال إن هذه البنية التحتية المستقبلية لا تمثل فقط إرثًا للأجيال القادمة، بل إنها تحمل طموحات ترمي إلى تحسين صورة البلاد عالميًا.
وسجلت فكرة استضافة كأس العالم لأول مرة بعد النجاح غير المسبوق الذي حققه المنتخب المغربي ببلوغه الدور الثاني في مونديال المكسيك 1986، كأول إنجاز من نوعه لبلد إفريقي حينها.
بدوره يرى عالم الاجتماع المتخصص في الرياضة عبد الرحيم بورقية أن تطوير الخدمات والبنية التحتية سيسهم ليس فقط كمحرك اقتصادي بل أيضًا في ربط المغرب بالقيم العالمية الإيجابية للرياضة وتعزيز جودة الحياة وبث الثقة في أوساط المجتمع الدولي.
تستمر المملكة في سياستها الإستراتيجية لتعزيز حضورها على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث شهدت الفترة الماضية تكثيف التعاون مع الدول الإفريقية عبر مبادرات مختلفة، أبرزها توقيع 44 اتفاقية رعاية مع اتحادات إفريقية متعددة منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017. إلى جانب ذلك، فإن تنظيم المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 ورغبته القوية في استضافة نسخة موسعة وطموحة لكأس العالم للأندية خلال سنة 2029 يدلل على استمرارية الطموح واستغلال الرياضة كوسيلة للتأثير الإيجابي على المستوى الدولي.
بالنسبة للمغرب، وفق الوسيلة الإعلامية ذاتها، فإن استضافة كأس العالم تأتي في توقيت مثالي من الناحية الدبلوماسية، حيث تعترف دول عديدة مؤخرًا بمغربية الصحراء، بما في ذلك إسبانيا التي أبدت دعمًا واضحًا للموقف المغربي بشأن هذا الملف. ويوضح خبير العلاقات الدولية تاج الدين الحسيني للصحيفة أن العلاقات الوثيقة والمتطورة بين الرباط ومدريد مهدت الطريق للتفكير في هذا التعاون المشترك لتنظيم البطولة.
وختمت الجريدة مقالها، بالإشارة إلى لحظة ”النشوة الرياضية” التي تعيشها المملكة، ببلوغ الأسود إلى الدور نصف النهائي في مونديال قطر 2022 ، وهو أول فريق أفريقي وعربي يصل إلى ذلك، بقيادة لاعبين كبار مثل ياسين بونو و أشرف حكيمي و حكيم زياش…