لماذا وإلى أين ؟

لزرق يبرز خلفيات التحركات الجزائرية في دول إفريقية لها قنصليات بالصحراء المغربية

كثفت الجزائر تحركاتها في اليومين الأخيرين في بعض عواصم الدول الإفريقية التي تعترف بسيادة المغرب على صحرائه والتي لها قنصليات بالصحراء المغربية.

وحل يوم الأربعاء 11 دجنبر الجاري، وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، في زيارة رسمية إلى بروندي لتسليم رئيسها رسالة خطية من تبون، وبعث الأخير برسالة أخرى إلى رئيس بوركينافاسو، أمس الجمعة 13 من هذا الشهر، نقلتها كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمى بختة منصوري.

وتثير تحركات الجزائر في كل من بروندي التي لها قنصلية بمدينة العيون، وبوركينافاسو التي لها قنصلية بمدينة الداخلة، الكثير من التساؤلات عن خلفياتها وأهدافها وما قد يترتب عنها؟   

وفي هذا السياق، أوضح رشيد لزرق رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، أن “النظام الجزائري أحس بنفسه معزولا داخل المحيط الإفريقي، ويحاول أن يقوم بهجوم مضاد باستخدام سلاح المال، والحال أن المغرب ربط اعتراف هذه الدول الإفريقية بمغربية الصحراء بمشروع واندماج اقتصاديين”.

أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق

وأشار الأزرق، في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “الأجيال  الحالية والصاعدة في إفريقيا تتطلع للتنمية، وهذا ما لا يفهمه النظام الجزائري، لكونه نظام ريعي يعتمد على فائض النفط الذي يجعله يستمر في سياسته الخارجية الحالية دول توفره على مشروع، ما يتركه عاجزا عن فهم أسباب هذه التحولات الدولية”.

ونبه إلى أن “النظام الجزائري من خلال تحركاته صار كمن يرقص رقصة الديك المذبوح، بل ويتخبط في هذا الاتجاه الذي سلكه، في حين أن متطلبات المرحلة تستدعي اندماجا اقتصاديا”.

وتابع أن “السياسة الخارجية لم تعد تتطلب شعارات إيديولوجية عفا عنها الزمان، بل تتطلب برامج تنموية حقيقية، مثل ما يطرحه النموذج المغربي والدولي وما تفرضه التحولات الجيوسياسية”.

وخلص إلى أن “قيام الجزائر بهذه التخبطات يؤشر عن عجزه في فهم ما أسفرت عنه التحولات الدولية الجديدة من خسائر دبلوماسية، مثل ما حدث في سوريا وإيران، وهو ما أدخل الجزائر في عزلة دفعتها للعودة للقارة الإفريقية، من خلال تحركات للاستهلاك الإعلامي أكثر من كونه يحتوي على برنامج سياسي قادر على فهم المرحلة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي حر
المعلق(ة)
15 ديسمبر 2024 13:37

لن يستطيعوا تبديل اي شيء بزياراتهم هاته و لا باموالهم. المغرب ماض في طريقه و قد أنار لافريقيا كلها طريقها نحو النماء و سيعود التبونيون و الشنقريحيون خاءبين بخفي حنين إلى حين ان تقتلعهم رياح التغيير الآتية قريبا لا محالة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x