2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وثائق سرية أمريكية تكشف عدم رغبة حكام موريتانيا في إنهاء النزاع في الصحراء

كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن وثائق رفعت عنها السرية أن حكام موريتانيا من ذوي الخلفية العسكرية لا يرغبون في إنهاء النزاع المفتعل على إقليم الصحراء جنوب المملكة المغربية.
ووفق الوثائق التي نشرتها الخارجية الأمريكية، فإن بروز احتمال حدوث تقارب بين المغرب وجبهة البوليساريو سنة 1988 لحل نزاع الصحراء، سبب قلقا لرئيس موريتانيا الاسبق؛ معاوية ولد الطايع، الذي يعتقد أن أي تقارب بين المغرب والبوليساريو من شأنه أن يضر بالمصالح الموريتانية.
وأكدت الوثائق أن الرئيس الموريتاني كان يعبر عن قلقه لرئيس أركان جيشه؛ أحمد ولد منيه، الذي كان يستشيره نظرا إلى أن لديه فهم جيد للأطراف المتنازعة بسبب فترة عمله كوزير للخارجية (1980ـ1986) وخدمته السابقة كملحق عسكري في الجزائر، مشددة أن الرئيس سأل قائد أركانه “هل ينبغي على موريتانيا أن تفشل هذا التقارب الناشئ بين المغرب والبوليساريو، فرد عليه أحمد ولد منيه، قائلاً “لا يتوقع حصول أي تقارب بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ والمبادرة التي تقوم بها الأمم المتحدة ستفشل من تلقاء نفسها، لذلك يجب ترك الأحداث تسير بطبيعتها”.
وأكدت البرقيات التي كانت ترسلها سفارة أمريكا بموريتانيا إلى الخارجية الأمريكية، أن قلق ولد الطايع من حدوث تسوية لملف الصحراء دفعه لمراسلة الرئيس الفرنسي؛ فرنسوا ميتران، في شتنبر 1988، حيث أكد له أن التسوية السلمية لهذا النزاع من شأنه أن يؤدي إلى تدفق الصحراويين الراديكاليين إلى موريتانيا، ما قد يهدد استقرار الحكومة الموريتانية.
الوثائق الأمريكية ذاتها، أشارت إلى أن قلق حكام موريتانيا خلال هذه الفترة يتعلق أساسا برغبة في إبقاء الجيش قريبا من السلطة، لافتا إلى أن المسؤولين في موريتانيا ليست لهم اعتباراتلها صلة بالمصلحة الوطنية الموريتانية ولا يمكن أن تساهم موريتانيا في حل النزاع قبل أن يحكم البلاد حاكم من خارج المؤسسة العسكرية.
الوتيقة السرية المزعومة تتعلق بفترة ولد الطايع وبزمن كانت فيه موازين القوى مختلة بين المغرب والجزائر عسكريا واقتصاديا، أما اليوم فقد تغيرت الامور180درجة، وعلى مورتانيا التي تعاني من وضعية هشة ان تختار بين من يؤمن استقرارها الاجتماعي والسياسي وبين من يراهن على وضعها لقمة سائغة في فم البوليزاريو الذي لا زال يعيش بين تنايا احزابها وقبائلها ويتغدى كالطحالب على مقدراتها الشعبية.