لماذا وإلى أين ؟

خطاب الجولاني بالجامع الأموي: هل هو عمل مرتبط بنبوءات نهاية الزمان؟

إن سيطرة قوات هيئة تحرير الشام، بقيادة أبو محمد الجولاني، على دمشق مثّلت تحولًا كبيرًا في مسار الصراع السوري. وبعد هذا الانتصار مباشرة، توجه زعيم الهيئة إلى مسجد بني أمية الكبير لأداء أول صلاة وخطبة له هناك بدمشق المحررة. هذا الاختيار لمكان ذو رمزية دينية عميقة أثار تساؤلات حول الدوافع الكامنة وراءه، وما إذا كان الجولاني يسعى من خلاله لإرسال رسالة إسكاتولوجية (متعلقة بنهاية الزمان) إلى الأمة الإسلامية.

رمزية وأهمية الموقع تأتي من كونه مرتبط بالنبوءات وهو مكان ذو قدسية كبيرة لدى المسلمين، حيث يُعد الجامع الأموي في دمشق أحد أقدم المساجد وأهمها في العالم الإسلامي. ويُقال إنه يحتضن رأس النبي يحيى (عليه السلام). ووفقًا لأحاديث نبوية عديدة، فإن النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) سينزل في آخر الزمان بالقرب من المنارة (المئذنة) البيضاء لهذا المسجد، ليقود المؤمنين في مواجهة الدجال (المسيح الدجال). هذا الاعتقاد جعل من مسجد بني أمية رمزًا قويًا في عقيدة نهاية الزمان عند المسلمين.

قبل قيادة هيئة تحرير الشام، كان أبو محمد الجولاني مرتبطًا بتنظيم القاعدة الإرهابي عبر جبهة النصرة. وعلى الرغم من أن جبهة النصرة انفصلت لاحقًا عن القاعدة لتشكل هيئة تحرير الشام، إلا أن الأيديولوجيا الجهادية لا تزال حاضرة. في نفس السياق، كانت داعش (الدولة الإسلامية) وما تزال تُقدم نفسها على أنها خلافة آخر الزمان، مستغلة الرموز والأحاديث والنبوءات لتبرير أفعالها، مثل الإشارة في حملاتها الدعائية والدعوية إلى معركة دابق النبوية.

يمكن تفسير صلاة وخطبة الجولاني في مسجد بني أمية كاستعراض للقوة السياسية والعسكرية. لكن في ظل رمزية المسجد المرتبطة بنهاية الزمان، تبرز فرضية أخرى: وهي أن الجولاني قد يحاول ربط انتصاره في دمشق بتحقيق النبوءات الإسلامية.

إن اختيار هذا المكان بالتحديد قد يكون رسالة ضمنية إلى الأمة الإسلامية، مفادها أن حركته تلعب دورًا في تحقيق نبوءات آخر الزمان. وعلى الرغم من أن الجولاني لا يعلن صراحة طموحه كخليفة أو قائد إسكاتولوجي، إلا أن هذا الفعل يمكن فهمه كإشارة إلى أنه يسعى لتقديم نفسه كجزء من المستقبل المقدس المحتوم، ولإضفاء الشرعية على أفعال هيئته الشامية. وسواء كان الهدف من زيارة الجولاني للجامع الأموي سياسيًا أم دينيًا، فإن هذا الفعل يبرز أهمية الرموز الدينية، المتعلقة بنهاية الزمان القريبة، في سياق الصراع السوري والمعارك الأيديولوجية داخل العالم الإسلامي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Dghoghi
المعلق(ة)
22 ديسمبر 2024 12:46

السردية الإسلامية فاشلة اصلا… وحدار من تربص تركيا وأمريكا وايران.. سيعيدون الظلاميين المتنطعين الى الحكم…

محمد
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2024 12:54

ما هدا الكلام؟ هل جاء صاحبه من القرون الماضية !!! اسراءيل تقنبل في مخازن السلاح حماية لنفسها وتستعين ب اخر التكنولوجيا والدكاء الاصطناعي لتأمين نفسها ولولاها لبقي الأسد ويبدو انها على حق ما دام هناك من يتكلم عن اخر الزمان والدجال و رأس يحيى والمادنة والمستقبل المقدس ما هدا؟؟؟؟؟؟؟

ملاحظ
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2024 12:42

ستنتهي سبعة ايام باكور وتنجلي الحقيقة وتظهر مسيرة الحرية الموعودة نتمنى ان تسير الامور كما يتمناها السَوريون الذين عانوا كثيرا من جميع الاطراف بدون استثناء.

احمد
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2024 12:39

رغم معارضتنا لماقام به بشار السفاح، فإن مستقبل سوريا سيكون على صفيح ساحن، وقد تكون الفصاىل السورية قد ابتلعت الطعم وسيصل الى معدتها سما زلالا قاتلا كما حدت في عدة اقطار عربية مشابهة، بل قد يكون أخطر.

عبد الرحيم
المعلق(ة)
14 ديسمبر 2024 12:11

الله سبحانه وحده يعلم قيام الساعه وغير ذلك تبقى مجرد تحليل غير دي واقع

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x