لماذا وإلى أين ؟

متى تعود العلاقات الدبلوماسية بين تونس والمغرب إلى طبيعتها؟

تعيش العلاقات المغربيةء التونسية حالة من الجمود، منذ نحو عامين، غير أن إشارات إيجابية تشير إلى انفراجة مرتقبة بين البلدين.

توترت العلاقات بين البلدين منذ أكثر من عامين، ففي غشت من سنة 2022، استدعى المغرب سفيره لدى الجمهورية التونسية، حسن طارق، على أثر استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد، زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية؛ إبراهيم غالي، في إطار قمة أفريقية يابانية، استضافتها تونس.

عقب استقبال الرئيس قيس سعيد لإبراهيم غالي، وصفت المغرب الخطوة بأنها غير مسبوقة، وقررت على إثرها سحب سفيرها.

منذ ذلك التاريخ جمدت العلاقات بين البلدين على المستوى الدبلوماسي، لكن الخبراء يرون خطوة تغيير وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، إشارة للحلفاء والأصدقاء برغبة في تحسين العلاقات، وفي المقابل أجرى وزير الخارجية المغربي؛ ناصر بوريطة، اتصالا بوزير الخارجية التونسي الجديد؛ محمد علي النفطي، في إطار التهنئة بتوليه حقيبة الخارجية، خلفا للوزير نبيل عمار.

وكان اللقاء الذي جمع أخيرا وزير الخارجية التونسي، محمد علي النفطي، بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، على هامش منتدى التعاون الصيني الأفريقي في العاصمة بكين، في شتنبر، فرصة لفتح ملف العلاقات التونسية المغربية.

يرى خبراء أن ما يعيشه العالم من تطورات متسارعة وتهديدات يستوجب تنسيق الجهود بين دول منطقة الاتحاد المغاربي، بعيدا عن الاصطفافات في الوقت الراهن.

من ناحيته، قال نور الدين قربال البرلماني المغربي السابق، إن العلاقة بين تونس والمغرب كانت جيدة على مدار التاريخ، وتتسم بتقارب في الأفكار والتوجهات ومجموعة من القضايا المشتركة، لكنها تأثرت مؤخرا نتيجة تفاعلات تونسية جزائرية.

وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن استقبال تونس لزعيم جبهة البوليساريو في وقت سابق، على عكس أدبيات تونس التاريخية تسبب في قطع العلاقات بين البلدين.

وتابع: “هناك بعض المكالمات الهاتفية بين الدبلوماسية في المغرب وتونس مؤخرا، والتي فسرت بقرب التفاهم بين البلدين”.

وأشار إلى أن المغرب لا يمانع في عودة العلاقات بين البلدين، لكن بعد تراجع أو اعتذار من تونس عن موقفها المتعلق باستقبال زعيم جبهة البوليساريو.

وأشار إلى أن تونس يمكنها أن تستفيد من علاقتها المتوازنة بين دول المنطقة، لا من اصطفاف مع طرف دون الأخر كما هو الآن.

في الإطار، قال منذر ثابت المحلل السياسي التونسي، إن الإشارة الأخيرة التي تجسدت في الاتصال بين وزيري الخارجية في البلدين واللقاء الأخير بينهما في سبتمبر الماضي، على هامش منتدى التعاون الصيني الأفريقي في العاصمة بكين، كانت إيجابية وتشير إلى تفاهم نسبي.

ولفت إلى أن حالة الفتور في العلاقات بين البلدين قد لا تستمر طويلا، خاصة أن تونس لم تتخذ أي خطوات قاطعة بشأن ما يشير إليه الجانب المغرب بالعلاقات مع “البوليساريو”، حيث أن استقبال الرئيس لزعيم الجبهة جاء في إطار دولي، وليس حدث تونسي.

ويرى أنه حتى الآن لا يوجد ما يفيد باتخاذ تونس أي خطوة بشأن علاقات مع الجبهة، وأنها تقف في منطقة الحياد بين الجزائر والمغرب، رغم ديناميكية علاقتها مع الجزائر.

وأشار إلى أن إعادة العلاقات بين البلدين موكل للدبلوماسية، وأن تونس من مصلحتها أن تبقى في منطقة الحياد دون أي اشتراطات، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات.

وفق بيانات مغربية لعام 2021 بشأن حجم التبادل التجاري بين المغرب وتونس، فإن واردات المغرب بلغت 2.28 مليار درهم (215.7 مليون دولار)، مقابل صادرات نحو تونس تقدر بنحو 1.3 مليار درهم (123 مليون دولار).

وحافظ المغرب رغم ذلك على تصدره قائمة البلدان الأكثر استيرادا للتمور التونسية.

خلال السنوات الأخيرة لم تعرف العلاقات بين البلدين تطورا على المستوى الاقتصادي، خاصة أن الدورة 19 للجنة العليا المشتركة المغربية التونسية، عقدت في العام 2017، وترأسها رئيس الحكومة المغربية آنذاك سعد الدين العثماني، ونظيره التونسي يوسف الشاهد، ومن حينها لم تعرف التبادلات أرقاما هامة على مستوى تطور حجم التبادل.

عقب البيان المغربي في غشت 2022، أعربت تونس عن استغرابها لما ورد في بيان الرباط الذي أصدرته حينها، احتجاجا على استقبال زعيم البوليساريو، واستدعت سفيرها في الرباط للتشاور.

وذكر بيان الخارجية التونسية حينها، أن دعوة الحضور للندوة التي تستضيفها تونس قد وجّهها الاتحاد الأفريقي.

“سبوتنيك”

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي حر
المعلق(ة)
15 ديسمبر 2024 13:31

تغيير وزير خارجية تونس ليس سوى ذر للرماد في العيون. لا حاجة لنا بعلاقات مع هدا البلد في ضل وجود دمية شنقريحة التي تتحكم في كل شيء في تونس. سيذهب شنقريحة و تبونه إلى مزبلة التاريخ و سيتبعهم خادمهم هدا. الوقت كفيل بأن يصلح ما افسده المعتوهون.
بعدها لكل حادث حديث.

طائر
المعلق(ة)
15 ديسمبر 2024 08:12

تحليل انشائي ضعيف لا يرقى الى التحليل العلمي المجرد من العاطفة .العلاقات المغربية التونسية لايمكن ان تعود وتونس في احضان الكابرانات .اجتمعوا لتاسيس اتحاد مغاربي بذون المغرب قاموا باجتماعات ماراطونية لحصار المغرب والغريب ان قيس سعد يحظر الى الحزائر بجانب غالي وانتم تتكلمون عن اشارات خزعبلات اعادة العلاقات هذا مجرد معطيات بل هناك معطيات تشير ان قيس يعادي المغرب قبل ان يصبح رئيس .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x