2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
حصْلة فؤاد عبد المومني

تفاجأ رواد السوشيل ميديا المغربية والمغاربية، بخبر مفاده أن “السلطات المغربية اعتقلت عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسبب تصريحات له بخصوص قضية الصحراء المغربية يدعم فيه حق تقرير المصير”.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم، والتقفته المواقع المتخصصة في استهداف المغرب ونشر كل ما من شآنه أن يسيء إلى المملكة، خاصة صفحات ومنابر جيراننا من العالم الآخر، وتم التعاطي معه (الخبر) كأنه حقيقة منزلة، لأن مصدره هو شخص يحسب على الجناح المعارض، ومعتقل سياسي سابق، وهو فؤاد عبد المومني، وبحسبهم “كل ما ينطق به دعاة المعارضة الجذرية عن المخزن هو حقيقة مطلقة!”

عبد المومني كتب على صفحته بالفيسبوك، منشورا مترجما، آليا، إلى ثلاث لغات، جاء فيه:” اعتقال عزيز الرحالي (غالي) رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، الليلة الماضية بجريمة رأي، وسيواجه عقوبة سجنية قد تصل إلى 5 سنوات لدفاعه عن حق تقرير المصير في الصحراء”.
وقبل أن يجف الحبر الذي كتب به عبد المومني خبره الزائف، جاءه الرد من حيت لا يحتسب، تكذيب من طرف المعني بخبر الاعتقال، عزيز غالي، سفه ما نشره المومني، حيت أعاد مشاركة تدوينة الأخير وعلق عليها ” لا أعلم من أين استقى فؤاد هذا الخبر لأنه غير صحيح بالمرة”.

وما أن نزل تكذيب غالي كقطعة ثلج على المومني حتى سارع إلى حذف منشوره الزائف ودبج آخر يقول فيه: إن ما نشره حول اعتقال غالي غير صحيح وأنه استقاه من أحد قنوات اليوتيوب، وهنا “مشا يْكَحَلّْها عْمَاها،” وشهد على نفسه أنه يشارك كل ما ينشر دون أي تحقق أو تأكد من الخبر، حتى لو كان مصدره مجهول وناشره غير معروف.

هذه ليست أول مرة يقوم فيها عبد المومني بنشر أخبار زائفة ومن مصادر مجهولة ودون التحقق من صحتها والتراجع عنها بعد فضح زيفها، فقد سبق له أن نشر في حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، في ذروة احتفالات المغاربة بالإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني لكرة القدم بمونديال قطر 2022، (نشر) صورة مفبركة منسوبة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ذائعة الصيت، بعدما تم تغيير الصورة الأصلية للمقال بصورة لمشجعين مغاربة، معلقا عليها بالقول: ” المجاعة تبدو ظاهرة على وجوه المشجعين المغاربة”.

وما أن تم كشف حقيقة الخبر وفضح فبركته عبر نشر الخبر من المصدر، ليتبين أن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية لم تتحدث في مقالها عن المغرب بل تحدثت عن واقع الحال بدولة بنغلاديش، حتى سارع عبد المومني إلى حذف التدوينة الزائفة من حاسبه الشخصي على فيسبوك ونشر أخرى يعتذر فيها للمغاربة، ومريضنا معندو باس.
الدولة المغربية تجاهلت في عدة مرات شائعات عبد المومني المسيئة، والتي تبث بالحجة الدليل أنها غير صحيحة، واعترف هو بذلك في الكثير من المرات، لكن يوم قررت النيابة العامة متابعته بتهمة “إهانة هيئة منظمة والتبليغ عن جريمة خيالية يعلم بعدم حدوثها”، على خلفية إحدى منشوراته المشابهة لما سبق ذكره، جعل منه أؤلائك الذين يحمون في فلكه ويتبنون لغة خطابه، معتقل رأي، واعتبروا تحريك المتابعة القضائية في حقه “عملية انتقامية من مواقفه”.
سوابق عبد المومني، الكثير، في نشر الأخبار الزائفة، ودون التحقق من صحتها، وهو الذي يقدم نفسه بالمعتقل السياسي السابق والناشط الحقوقي البارز، تؤكد أن الرجل لا يهمه صحة الخبر من عدمه وإنما نوعية الخبر وحمولته الاستهدافية، وما إن كان سيسيئ للدولة المغربية ويلطخ صورتها أمام المجتمع الدولي أم لا؟ وفي حالة تبين عدم صحة ما نشر يسارع للحذف مختبئا وراء مقولة : “الاعتذار من شيم الكبار”، متناسيا مقولة: “الكذب والتزييف من شيم الصغار”، ولي كذب مرة يكذب ألف.