المجلس الأعلى للحسابات يعري اختلالات وحدات التعليم الأولي بست أكاديميات

كشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات عن اختلالات كبيرة في وحدات التعليم الأولي التابعة لست أكاديميات جهوية، من بينها أكاديميات جهات الشمال، الرباط-سلا-القنيطرة، والدار البيضاء-سطات. وتركزت هذه الاختلالات حول البنية التحتية والمعدات المخصصة لهذه الوحدات، إضافة إلى نقائص في تكوين الموارد البشرية، مما يهدد جودة التعليم الأولي وسلامة الأطفال.

وأظهر التقرير الذي اطلعت “آشكاين” على نسخة منه، أن 61% من الوحدات التي شملتها المعاينة الميدانية بنيت على مساحة أقل من المساحة المحددة في الإطار المرجعي البالغ 57 مترا مربعا، ما يخالف المعايير التي وضعتها الوزارة سنة 2019 ضمن البرنامج الوطني لتعميم التعليم الأولي. كما أن أكثر من نصف هذه الوحدات (53%) لا تتوفر على غطاء أرضي لين، مما يشكل خطرًا على سلامة الأطفال أثناء اللعب أو الأنشطة اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، رصد المجلس أن 21% من وحدات التعليم الأولي تعاني من تسربات لمياه الأمطار عبر النوافذ، الأبواب، أو الشرفات، ما يجعلها غير ملائمة لاحتضان الأطفال. كما أن نسبة مماثلة من الحجرات التي تخضع للتعليم الأولي كانت في الأصل مخصصة للتعليم الابتدائي أو لأنشطة أخرى، وتمت إعادة تأهيلها دون احترام المعايير المطلوبة.

أما على مستوى التجهيزات، فقد أشار التقرير إلى أن 40% من الوحدات تعاني نقصًا في المعدات الأساسية المنصوص عليها في الإطار المرجعي. وفيما يتعلق بتكوين المربين والمربيات، اكتفى القائمون على التعليم الأولي بإسناد مهمة التكوين إلى المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، دون استثمار الجهود المبذولة بشكل فعال في تطوير الموارد البشرية.

ودعا المجلس الأعلى للحسابات إلى معالجة هذه النقائص بشكل عاجل، من خلال تحسين جودة البنية التحتية والتجهيزات، وضمان التزام الأكاديميات الجهوية بالإطار المرجعي لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومناسبة للأطفال.