لماذا وإلى أين ؟

بنطلحة: لجوء فرنسا للمغرب لتحرير مواطنيها ببوركينافاصو يعكس مكانة المملكة بإفريقيا

أسفرت الوساطة التي قادها الملك محمد السادس مع إبراهيم طراوري، رئيس جمهورية بوركينافاصو، عن إطلاق أربعة مواطنين فرنسيين كانوا محتجزين بواغادوغو منذ دجنبر 2023، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وعقب نجاح هذه الوساطة المغربية أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء مكالمة هاتفية مع الملك محمد السادس، لـ”يشكره بحرارة على نجاح الوساطة التي مكنت من إطلاق سراح المحتجزين الأربعة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، وهو ما يعطي قراءات متعددة الأبعاد عن دلالات لجوء فرنسا للمغرب للوساطة في هذا الملف؟ وما قد يترجمه ذلك من تأكيد على وزن المملكة قاريا وإقليميا ودوليا؟

أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق مراكش بجامعة القاضي عياض، ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، محمد بنطلحة الدكالي

في هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد بنطلحة الدكالي، أن “هذا الحدث يؤكد أن المملكة المغربية ذات تاريخ حضاري طويل وامتداد ثقافي يعمر أكثر من 14 قرنا، لها وزنها الجيوسياسي والاقتصادي والديني في دول غرب إفريقيا ودول الساحل”.

واعتبر بنطلحة في حديثه لـ”آشكاين”، أن “بلاغ وزارة الخارجية المغربية يعكس وزن المملكة المغربية على الصعيد القاري والحكمة التي يتمتع بها ملك البلاد، ووزنه وحضوره القوي في الساحة الإفريقية كبلد تسامح وحوار، وبلد أمن واستقرار”.

وشدد على أن “الوضع الحالي للمملكة المغربية يجعلنا تلعب دورا محوريا ما بين إفريقيا وأوروبا، ويعكس القيمة المعنوية والرمزية لجلالة الملك في إفريقيا، وهو ما يظهر أن فرنسا ستعتمد مستقبلا على المملكة المغربية، على الصعيد الاقتصادي أو الأمني، وفي شتى المجالات”.   

وخلص إلى أن “هذا يجعل المغرب مؤهلا ليلعب دورا رياديا بدول الساحل وعلى صعيد المشروع الأطلسي”، منبها إلى أن “البرنامج لا يشمل ما هو اقتصادي فقط، بل يتعداه إلى ما هو أمني، واجتماعي، وما يفسر مكانة المملكة المحورية، وبأن المغرب دولة أمة وليست دولة طارئة، بل هي دولة مؤسسات “.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x