2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أسفرت الوساطة التي قادها الملك محمد السادس مع إبراهيم طراوري، رئيس جمهورية بوركينافاصو، عن إطلاق أربعة مواطنين فرنسيين كانوا محتجزين بواغادوغو منذ دجنبر 2023، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وعقب نجاح هذه الوساطة المغربية أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء مكالمة هاتفية مع الملك محمد السادس، لـ”يشكره بحرارة على نجاح الوساطة التي مكنت من إطلاق سراح المحتجزين الأربعة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، وهو ما يعطي قراءات متعددة الأبعاد عن دلالات لجوء فرنسا للمغرب للوساطة في هذا الملف؟ وما قد يترجمه ذلك من تأكيد على وزن المملكة قاريا وإقليميا ودوليا؟

في هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد بنطلحة الدكالي، أن “هذا الحدث يؤكد أن المملكة المغربية ذات تاريخ حضاري طويل وامتداد ثقافي يعمر أكثر من 14 قرنا، لها وزنها الجيوسياسي والاقتصادي والديني في دول غرب إفريقيا ودول الساحل”.
واعتبر بنطلحة في حديثه لـ”آشكاين”، أن “بلاغ وزارة الخارجية المغربية يعكس وزن المملكة المغربية على الصعيد القاري والحكمة التي يتمتع بها ملك البلاد، ووزنه وحضوره القوي في الساحة الإفريقية كبلد تسامح وحوار، وبلد أمن واستقرار”.
وشدد على أن “الوضع الحالي للمملكة المغربية يجعلنا تلعب دورا محوريا ما بين إفريقيا وأوروبا، ويعكس القيمة المعنوية والرمزية لجلالة الملك في إفريقيا، وهو ما يظهر أن فرنسا ستعتمد مستقبلا على المملكة المغربية، على الصعيد الاقتصادي أو الأمني، وفي شتى المجالات”.
وخلص إلى أن “هذا يجعل المغرب مؤهلا ليلعب دورا رياديا بدول الساحل وعلى صعيد المشروع الأطلسي”، منبها إلى أن “البرنامج لا يشمل ما هو اقتصادي فقط، بل يتعداه إلى ما هو أمني، واجتماعي، وما يفسر مكانة المملكة المحورية، وبأن المغرب دولة أمة وليست دولة طارئة، بل هي دولة مؤسسات “.