2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

جدد وزير العلاقات الخارجية بجمهورية الشيلي ألبرتو فان كلافرين ستورك، الأربعاء 18 دجنبر الجاري، بالرباط، “دعم الشيلي المستمر للمسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى حل عادل، وعملي، ومستدام، وواقعي، وقابل للتطبيق، ونهائي ومقبول من كل الأطراف لقضية الصحراء الغربية، في إطار المبادرة التي تقدم بها المغرب إلى الأمم المتحدة في أبريل 2007”.
وجاء هذا الدعم ضمن الإعلان المشترك الصادر عقب مباحثات أجراها المسؤول الشيلي مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، خلال زيارة عمل إلى المغرب، يشارك خلالها، أيضا، في “مؤتمر المستقبل” الذي ينظمه البرلمان المغربي بمجلسيه يومي 17 و18 دجنبر الجاري، بتعاون مع مؤسسة “لقاءات المستقبل” ومجلس النواب ومجلس الشيوخ في جمهورية الشيلي.
ويثير هذا الأمر دور مثل هذه الملتقيات التي ينظمها البرلمان المغربي في تقريب وجهات النظر ودعم قضية الصحراء مع مختلف دول العالم؟
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن “زيارة وزير خارجية الشيلي ومشاركته في “مؤتمر المستقبل” “الذي ينظمه البرلمان بمجلسيه، هذا يدل على أن الشيلي تريد علاقات مع المملكة المغربية تعكس القضايا الاستراتيجية والتحولات التي تعرفها العاقات بين البلدين”.

وأوضح أن “هذا جاء بعدما عرف المغرب مجموعة من التطورات، خاصة مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب، ورسم حدوده البحرية، وإعلان المغرب، عبر خطاب ملكي، بأنه لن يوقع أي اتفاق مع أي بلد لا يحترم سيادته على بلاده”.
ونبه صبري في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “الشيلي دخلت في مجال التعاون مع المغرب على مستوى تدعيم الحوار الاستراتيجي والسياسي الذي ستنعقد دوراته المستقبلية سنة 2025، وهو نتيجة لإحياء لجنة التجارة والاستثمارات، لأن الشيلي تعتبر المغرب بوابة إفريقيا ولا يمكن لدخول لإفريقيا إلا عن طريق المملكة”.
وأضاف أن “رئيس مجلس شيوخ الشيلي كان في زيارة للعيون وتفاجأ بالتنمية غير المسبوقة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية نتيجة المجهودات الملكية التي قام بها، وسن نموذج تنموي بها، قبل النموذج التنموي الوطني”.
وعطفا على ذلك، أكد أن “مثل هذه الملتقيات والسياسة الأطلسية التي نهجها المغرب ساهمت وتساهم في مثل هذه التطورات التي يشهدها ملف الصحراء، وبسببها أصبحت الشيلي تؤكد رغبتها بناء علاقات تنموية مع المغرب، وجعلت الاعتراف بسيادة المغرب على ترابه عبر مخطط الحكم الذاتي مدخلا لتطوير هذه العلاقات”.
وتابع أنه “إذا عدنا إلى السنتين الماضيتين نجد أن المغرب، حسب مكتب الصرف، أول سوق مستورد للفواكه الجافة وخاصة جوز الشيلي، حيث سجلت سنة 2020حوالي 2400 طن، ، وبلغت جحم المبادلات سنة 2019 146 مليون درهم”.
وأشار إلى أنه “بناء على ما صدر من هذا المؤتمر، يتبين أن العاقات المغربية الشيلية ستنعكس على العلاقات الاقتصادية وستقدم علاقات واعدة بين البلدين”.
وخلص إلى أن “مثل هذه المنتديات التي ينظمها البرلمان المغربي بمجلسيه، هي أكثر فعالية في تقريب وجهات النظر من المحطات الاخرى، وبدايتها تكتسي أهمية كبرى، نظرا لما تحمله من آفاق للمستقبل، وهي تبشر بمستقبل واعد بين البلدين لا على المستوى الحكومي والبرلماني، ما يعني أن علاقات البلدين مقبلة على تحولات كبيرة، خاصة مع تنويع المغرب لشراكاته خارج شركائه التقليديين، وانفتاحه على كافة الدول “.