لماذا وإلى أين ؟

زيارة نسف الوهم

لفهم وقْعُ زيارة الرئيس الموريتاني؛ محمد ولد الغزواني، إلى المغرب يوم الجمعة 21 دجنبر الجاري، واستقباله من طرف الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء، رغم وضعه الصحي لجلالته، (لفهم وقعها) على المشهد الإقليمي والتوازنات الجيوستراتيجية بالمنطقة، حاول عزيزي القارئ أن تقلب المشهد، لكن قبلها؛

تذكر عزيز القارئ:

أنه قبل أسابيع من هذه الزيارة التاريخية، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بنواكشوط، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس جزائري لهذا البلد منذ أزيد من 30 سنة، والتي قيل عنها في الإعلام العسكري وشبه العسكري أنها “تحمل دلائل على قوة التوجه الجزائري لتوطيد العلاقات مع موريتانيا”. وأن “الرئيس ولد الغزواني الذي زار الجزائر مرتين، يشاطر نظيره الجزائري الحرص على دفع العلاقات الموريتانية الجزائرية بقوة لتصل إلى أعلى ما يمكن أن تصل إليه”.

وتذكر عزيزي القارئ:

أنه قبل زيارة تبون لموريتانيا بأسابيع قليل، كان سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، في زيارة إلى موريتانيا، وهي الأولى من نوعها لعسكري جزائري بهذه الرتبة إلى هذا البلد، وقيل عنها في نفس “الأبواق” إنها كانت “مشحونة بالاجتماعات وزيارات التفقد، من وضع وضبط آليات محكمة للتنسيق بين الجيشين الجزائري والموريتاني، في مجال تعاونهما العسكري الثنائي وفي مواجهة التحديات الأمنية التي تعرفها المنطقة والعالم”.

نكتفي عزيز القارئ بهذين الحدثين والآن حاول قلب المشهد لتراه من زاوية أخرى،

وتخيل عزيزي القارئ أن:

“الملك محمد السادس هو من زار مورتانيا قبل أسابيع بدل تبون وقيل ما قيل عن هذه الزيارة ودلالتها وحمولتها وبُني عليها لرسم صورة مستقبلية للعلاقات الإقليمية بالمنطقة”.

وتخيل كذلك أن:

“هذه الزيارة سبقتها زيارة، هي الأولى من نوعها، للمفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية لهذا البلد الشقيق؛ ورافقتها بهرجة إعلامية ورسم لصورة وردية للعلاقات العسكرية بين القوة الضاربة والجارة الجنوبية”.

وتخيل عزيزي القارئ أنه:

“بعد وقت قصير من الزيارتين المفترضتين للملك والمفتش العام للجيش المغربي إلى موريتانيا، قام رئيس هذا البلد، ولد العزواني، بالانتقال شخصيا إلى قصر المرادية واستقبله عبد المجيد تبون وسط كل هذا الزخم، وذلك بعدما كان ولد العزواني قد اختار أن يعالج زوجته بالجزائر بدل المغرب”.

إذا تخيلت المشهد فعلا؛ ستكون قد وصلت إلى خلاصات عدة، حسب موقعك وقدرتك على الاستخلاص، وستجد من بينها بالتأكيد أن:

نظام العسكر بالشقيقة الجزائر كان مستعد لنقل زوجة ولد الغزواني للعلاج بأرقى المستشفيات في العالم وعلى يد أكبر الأخصائيين على أن يراها تختار المغرب من أجل العلاج؛ حتى لا يصعق (نظام العسكر) بمشهد ولوج ولد الغزواني القصر الملكي العامر بالبيضاء وما رافق ذلك من حرارة استقبال وما نتج عن مباحثات قائدي البلدين من خلاصات، كشفت بعضها خطابات البلاغات فيما أغلبها عبرت عنه لغة الإشارات.

الأمر عزيز القارئ أكبر من أن يبخس في كونه زيارة خاصة من أجل عيادة زوجة بمستشفى اختارت التداوي فيه اعتباطيا.

الأمر عزيز القائر أكبر من استقبال مجاملة لرئيس دولة جاء ليزور زوجته المريضة فضلت مستشفيات المغرب لروابط عائلية.

الأمر عزيز القارئ يوحي إلى كون العلاقات المغربية المورتانية أكبر مما يراد لها أن تكون في “مانشيطات” أبواق “العالم الآخر”، وأن موقف بلاد شنقيط من قضية الصحراء المغربية يتزحزح نحو دعم المقترح المغربي بالتأكيد، فمياه كثيرة جرت تحت الجسر بين الماضي والحاضر، وحسب قانون العلاقات الدولية فإن تحول موقف قوى دولية من النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية سيكون له وقعه أيضا على الشقيقة موريتانيا، وسيسمع صداه قريبا في العالم الآخر الذي تقع فيه الجارة الشرقية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
MRE 7500
المعلق(ة)
21 ديسمبر 2024 20:46

Bonsoir libre à chacun et à chacune de se faire soigner où il lui semble bien et bon et en Sécurité en Qualité et C’est le plus important d’une part d’autre part (et c’est mon point de vu) la Vie privée des Personne elle est sacrée , dans tous les domaines, Et à mon Avis la vie Privée de la 1 iere Dame Mauritanienne elle doit être préservée

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x