لماذا وإلى أين ؟

هل يؤدي تواتر المبادرات الدبلوماسية المغربية بالمنطقة إلى تعزيز ثقل قوته الإقليمية؟ شقير يُجيب

لعب المغرب خلال الأسابيع الأخيرة أدوارا دبلوماسية كبيرة بالمنطقة، عبر طرحه مبادرات جديدة كُللت بالنجاح.

آخر هذه الأدوار، الإفراج عن أربعة مواطنين فرنسيين متهمين بالتجسس واحتجزوا لمدة عام في بروكينا فاصو بعد تدخل رسمي من طرف العاهل المغربي محمد السادس لدى سلطات البلد الإفريقي، ما جعل الرئيس الفرنسي يتصل بالملك محمد السادس لشكره على المبادرة.

وتزامنت مبادرة المغرب في إطلاق سراح المحتجزين الفرنسيين، مع حدث آخر سلط الضوء أكثر على أدوار المغرب الإقليمية والمتمثل في احتضان مدينة بوزنيقة اللقاء التشاوري بين وفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة بليبيا وذلك في إطار الحوار الليبي – الليبي بغية الاتفاق حول بعض القضايا الخاصة بالشأن الليبي والدفع بالعملية السياسية

تواتر المبادرات المغربية على الصعيد الإقليمي والمتسمة بشكل أساس إما في لعبه دور الوساطة لحل مشكل ما، أو احتضانه مؤتمرات خاصة بنقاشات داخلية لبلدان الجوار، مع عدم التدخل في شؤونها الداخلية، سلط الضوء على الثقل الإقليمي الذي أضحت تتمتع به الرباط في وضع سياسي وجيوسراتيجي متقلب باستمرار.

محمد شقير، الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أشار إلى أن “السياسة المنتهجة التي يتبناها المغرب والقائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي نفس الوقت العمل على تعزيز السلم في المنطقة المضطربة، تعطيه جذب سياسي يجعل عدة دول وأطراف تتعامل معه كعنصر استقرار وعنصر ثقة”.

وأضاف شقير في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “مساهمة المغرب في الإفراج على المحتجزين الفرنسيين في بوركينا فاسو بعد التراجع الفرنسي الكبير بالمنطقة من جهة، وتدخلاته الناجحة في الأزمة الليبية من جهة أخرى، بينت أن المغرب الدولة الأكثر ثقة في المنطقة” معتبرا أنه “كلما استعصى المشكل لدى الأطراف المتصارعة بما فيها الليبية، تأتي للمغرب للبحث عن حلول سلمية سياسية، ما يجعل المغرب طرفا جديرا للثقة لكل الأطراف المتنازعة بالمنطقة، خاصة وأن السياسة الخارجية المتبعة من طرف المغرب والمبنية أساسا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم طرف على آخر تجعل منه بلدا مؤهلا لاحتضان الحلول السلمية بالمنطقة”.

وأشار ذات الخبير في القضايا الجيوستراتيجية، إلى أن “تمكن المغرب من اطلاق سراح المحتجزين الفرنسيين واستضافة مؤتمر هام خاص بالأطراف الليبية، سيعزز مكانته الإقليمية أكثر، ويمكنه من لعب أدوار أكثر في هذا المجال بالمنطقة المضطربة، خاصة وأن القوة المنافسة للمغرب والمتمثلة في الجارة الجزائر أصبح يُنظر لها الآن عنصر عدم الاستقرار، نتيجة دخولها في أزمات دبلوماسية عدة ودعمها لطرف على طرف عكس المغرب ما يجعل منها طرفا غير نزيه، ما أثر بشكل سلبي على مكانتها الدبلوماسية”.

ويرى ذات المتحدث أن “استمرار المغرب على هذا النهج الرائد، إضافة إلى توفره على عدة مقومات منها الموقع الجيوستراتيجي، وكذلك التحالفات التي ينسجها مع عدة دول عظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، سيمكنه من ترجمة ذلك لصالح مستقبلا عبر كسب المزيد من الدعم الدولي فيما يخص مبادرة الحكم الذاتي المُقدمة من طرفه لحل مشكل الصحراء”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
23 ديسمبر 2024 20:13

الرؤيا التي رسمها المغرب لعلاقته الديبلوماسية بمحيطه الاقليمي والدولي هي التي طورت رؤيته للحلول والاستراتجيات الناجعة وهي ما يستدعي ويشجع على تطوير هذه الاستراتجية من الناحية الادارية والبشرية حتى يتمكن من لعب دور أكتر فعالية واستباقية في المحيط الافريقي والدولي.٠

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x