2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
حل وفد عسكري صيني بالمملكة المغربي نهاية الأسبوع المنصرم، في إطار تبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين المغربي والصيني.
وأوضح بلاغ للقوات المسلحة الملكية أن هذه الزيارة تأتي “في ظل دينامية التعاون التي تجمع المغرب والصين في المجال العسكري، حيث قام وفد صيني بزيارة للواء الأول للمشاة المظليين يومي 20 و21 دجنبر 2024 وذلك بهدف تبادل التجارب والخبرات المتعلقة بالقفز المظلي، وبدأت فعاليات الزيارة بعرض مفصل حول المهام المتنوعة التي يقوم بها اللواء الأول للمشاة المظليين بالإضافة الى استعراض تشكيلته المتكاملة”.
وأضاف البلاغ أنه “خلال هذا النشاط قدم أفراد الفريق المظلي التابع للواء مجموعة من القفزات الاستعراضية التي أظهرت براعتهم واحترافيتهم، حيث تضمنت اختبارا لهبوط دقيق يقتضي النزول على هدف معين وسط مساحة محددة”.
وتأتي زيارة الوفد العسكري الصيني للمغرب بعد مدة وجيزة من زيارة الرئيس الصيني للمغرب، شي جين بينغ، الذي استقبل، بتعليمات ملكية، من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء يوم الخميس 21 نونبر 2024، بالدار البيضاء، ما يعطي لزيارة هذا الوفد العسكري الصيني أبعادا مختلفة.
في هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “زيارة الوفد العسكري الصيني للمملكة المغربية، تأتي بعد الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الصيني لبلدنا واستقباله من طرف سمو الامير مولاي الحسن ولي العهد، وهذه الزيارة كانت إشارة مهمة لها دلالاتها ومعانيها حول التقارب الصيني المغربي على أعلى مستوى”.
وأفاد مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، بأن “زيارة الوفد العسكري الصيني للمملكة رافقها قيامه بجولة لأقاليمنا الجنوبية واستقباله من طرف قادة المينورسو، حيث وقف على دور المينورسو في مراقبة وقف إطلاق النار الموقع مع الأمم المتحدة مع الاطراف المعادية للمغرب”.
واعتبر المتحدث أن “زيارة هذا الوفد العسكري تزامنت مع الفكرة الرائجة حول نية الصين الشعبية فتح قنصلية لها في مدينة العيون، وجاءت كذلك بعد زيارة وفود متتالية من رجال الأعمال والتجار الصينيين”.
وأشار إلى أن “عادة الصينيين في معاملاتهم وعلاقاتهم الدولية، قبل الاستثمار بشكل ضخم في منطقة معينة، فإنهم يقومون بزيارة هذه المنطقة لمعرفة درجة الأمن والاستقرار فيها، خاصة وأن الدعاية المعادية تقدم الأمر على أن المنطقة تعيش حرب، وهي منطقة مشتعلة وغير مستقرة”.
وشدد مكاوي على أن “الوفد العسكري الصيني كان له لقاء مهم جدا مع قادة في اللواء الأول مشاة للمظليين المغاربة، وحضر عروضا لهم، علما أن الصين تتابع الطلبات المتعددة للكثير من الدول الإفريقية للقوات المظليين المغاربة التابعة للجيش الملكي المغربي، وخاصة اللواء الأول مشاة للمظليين”.
وأكد أن “هذه القوة المغربية تدخلت في العديد من النزاعات سواء على مستوى حفظ الأمن والنظام ووقف إطلاق النار في العديد من النزاعات الإفريقية، كما أنها تساهم في تكوين العديد من قوات المظليين الأفارقة”.
ولفت الانتباه إلى أن “الصينيين والضباط الصينيين المتواجدون في أكبر قاعدة صينية وفي الخارج، الواقعة في جمهورية جيبوتي، بما مجموعه 12 ألف عسكري صيني، أغلبهم من المظليين المشاة، وهم يتابعون الخبرات المغربية في موضوع تكوين المظليين الصينيين، وخاصة في بيئة صحراوية صعبة ومعقدة من ناحية التضاريس والمناخ”.
وخلص إلى أن “الزيارة، إضافة إلى اللقاءات الثنائية وتبادل الخبرات والتعاون بين الجيش الصيني والجيش المالكي، لها دلالات مهمة قد تصل في النهاية إلى الاعتراف لصيني بالسيادة المغربية على الاقاليم الجنوبية، وتكون بذلك ثالث دولة في مجلس الأمن تعترف بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، وقد تتبعها بريطانيا في المستقبل القريب، وهذا يعني إقبار وإنهاء النزاع المفتعل في شمال افريقيا حول الصحراء المغربية وقد آفاقا جديدة للاستقرار في المنطقة”.
