2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لغتنا الجميلة،الحية والولادة في يومها العالمي

عبدالفتاح المنطري*
يوم 18 ديسمبر من كل عام، يحتفي الناطقون بلغة الضاد باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة لما تزخر به هذه اللغة من عمق تراثي وحضاري يقل نظيره بين سائر اللغات العالمية لغتنا الجميلة والولادة إذن يجب أن تظل دوما في الصون والأمان بنفس القدر الذي نعامل به اللغات الحية الوافدة علينا، فلا رفعة لأمة أهانت لغتها على حساب الرفع من قيمة لغة أخرى وكثيرا ما أوصانا خيرا باللغة العربية المرحوم الخبير العالمي في علم المستقبليات الدكتور المهدي المنجرة مفخرة المغرب والعرب والمسلمين،وهو بمفهوم العقل الانساني ليس مجرد رجل فحسب، بل هو الذي يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء في الكون كله بعلو كعبه رحمة الله عليه في توقعاته المستقبلية العلمية. وقد اكتسب الراحل شهرة دولية ويعد أحد أهم المراجع العربية والدولية في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية ودراسات المستقبل، وكان له فضل المساهمة في تأسيس أول أكاديمية لعلوم المستقبل بل كان رئيسا للاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية لخمس سنوات.
يوم كان للغتنا شأن علمي و عالمي
لقد كانت اللغة العربية فيما مضى لغة العلم والرياضيات والفلك والهندسة والمنطق والفلسفة والتصوف والفلاحة والصناعة والاقتصاد وهلم جرا …وانتعشت بفضل غيرة العلماء عليها وانكباب على البحث العلمي والاختراع والتجريب والتحصيل المعرفي والتصنيف في شتى المجالات التي اعترف المستشرقون الغربيون بريادة العرب فيها كما نجد عند العالمة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها القيم” شمس العرب تسطع على الغرب”. وانتقلت الحضارة العلمية والأدبية والتقنية إلى أوروبا من خلال العرب ولغتهم عبر إيطاليا و الأندلس والحروب الصليبية وطرق التجارة ،وتعلم الأوربيون اللغة العربية وآدابها وعلومها في طليطلة وفاس ومدن المغرب العربي ، وكانت أوروبا في تلك الفترة تعيش في ظلمة العصور الوسطى بينما المسلمون كانوا يعيشون في زمن الأنوار والانتعاش الحضاري
ماذا قالوا عن لغتنا الجميلة،الحيةوالولادة ؟
قال ابن تيمية رحمه الله:
إعلم أن اعتياد اللغة العربية يؤثر في العقل والخُلُق والدين تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق ، وأيضاً اللغة العربية من الدين ،ومعرفتها فرض واجب ، فإنّ فَهْمَ الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، ومالا يَتِمّ الواجب إلا به ،فهو واجب .
وقال الألماني فريتاج:
اللغة العربية أغنى لغات العالم
وقال الألماني يوهان فك:
لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يُقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر
وقال الألماني أوجست فيشر:
وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب
وقال الألماني كارل بروكلمان:
بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع ، مدىً لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا
وقال الفرنسي إرنست رينان:
من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية ، فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأةً في غاية الكمال ، سَلِسَة ، غنية كاملة ،فليس لها طفولة ولا شيخوخة ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها.
وقال الفرنسي وليم مرسيه:
العبارة العربية كالعود إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت ،ثم تحرك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر موكباً من العواطف والصور
وقال الفرنسي لويس ماسينيون:
اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي والعربية من أنقى اللغات ،فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني والأدبي.
*كاتب صحافي
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.