2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هاشتاغ “مانيش راضي” يتحول لاحتجاج بالشارع الجزائر.. وباحث يكشف مآلاته

بعد اكتساح وسم “مانيش راضي” مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، وانتشاره بين أبناء الجالية الجزائرية بأوروبا، تستعد شرائح واسعة من الشعب الجزائري للخروج إلى الشوارع والساحات في مظاهرات حاشدة يوم فاتح يناير المقبل للتعبير عن استيائهم من السياسات التي تسببت في تردي الأوضاع.
ويراهن الشباب الجزائري على إحياء الحراك الذي شهدته البلاد سنة 2019، قبل أن يأتي فيروس “كورونا” ليوقف المظاهرات التي تخرج بشكل منتظم في مختلف مناطق البلاد.
ويطرح توجه الشباب الجزائري لتنزيل “الحراك الرقمي” إلى احتجاجات ميدانية، عدة أسئلة حول قدرتهم على إحداث تغيير فعلي في بنية النظام العسكري، خاصة بعد محاولات فاشلة عدة من طرف الشعب الجزائري للإنعتاق والتخلص من نظام السلطة العسكرية.
الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية؛ هشام معتضد، يرى أن التجربة أثبتت أن التحركات الرقمية تحتاج إلى ترجمة ميدانية لكي تكون فعالة، فبينما يمكن للفضاء الرقمي أن يكون محفزًا للتغيير، فإن تحويل هذا الزخم الافتراضي إلى واقع يتطلب تنظيمًا، واستراتيجيات واضحة، وإرادة جماعية قادرة على مواجهة التحديات.
ووفق معتضد الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين”، فإنه في المقابل، قد يكون هذا الحراك مجرد “فقاعة” رقمية سرعان ما تتلاشى، خاصة إذا لم يكن له تأثير مباشر على الأرض ولم يعبر الشباب الجزائري ميدانيا، داخل الإطار القانوني والسياسي عن مطالبه لترجمة التحركات الافتراضية إلى مطالب حقيقية ووجودية.
ويؤكد الباحث في الشؤون الإستراتيجية، أن الأنظمة السياسية في المنطقة تعلمت كيفية التعامل مع هذه الظواهر، سواء من خلال الرقابة أو عبر امتصاص الزخم بطرق مختلفة، مشددا على أن هذا ما يطرح تحديًا أمام الشباب الجزائري في تحويل نشاطهم الرقمي إلى قوة حقيقية للتغيير.
وخلص معتضد أن الحراك الرقمي في الجزائر يعتبر انعكاسًا لرغبة دفينة في التغيير، حتى لو تخللته لحظات من التسلية أو التفاعل العفوي، مبرزا أن التحدي الأكبر يكمن في تحويل هذا الفضاء الافتراضي إلى منصة للتغيير الحقيقي، وإيجاد توازن بين التعبير الرقمي والعمل الميداني لتحقيق طموحات الشباب الجزائري في بناء مستقبل أفضل.