خطأ فني أم رسالة متعمدة؟ سانشيز يظهر بخريطة المغرب مبتورة؟ (فيديو)

أثار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، جدلاً خلال خطابه التقليدي بمناسبة عيد الميلاد، بعدما ظهر أمام خريطة تُبين المغرب دون أقاليمه الصحراوية.

في 24 دجنبر الجاري، وجّه سانشيز رسالة عيد الميلاد للشعب الإسباني، متمنياً لهم أعياداً سعيدة ومقدماً التحية للجنود الإسبان العاملين في الخارج نظير التزامهم بالسلام والأمن الدوليين.

ورغم أن الرسالة بدت للوهلة الأولى تقليدية وروتينية، إلا أن ظهور خريطة المملكة مبتورة خلفه، خلق ضجة واسعة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب.

يُعتبر حذف الصحراء من الخريطة أمراً حساساً للغاية بالنسبة للمغاربة. لذلك كانت ردود الأفعال على المنصات الاجتماعية سريعة وحادة بل وغاضبة؛ البعض وصف الموقف بخطأ فادح، مطالبين بتوضيح أو تفسير رسمي، في حين عدّه آخرون اعتداءً على وحدة المغرب الترابية، ويتناقض مع اتفاق 2022 بين المغرب وإسبانيا.

عبد الحميد البجوقي، الكاتب والإعلامي المغربي المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، قلل مما وقع، مستبعدا أن أي يكون الأمر ”متعمدا”، مستحضرا في نفس السياق ما وقع خلال لقاء الملك محمد السادس وسانشيز، وما أثارته حينها الراية الإسبانية، فيما كان يوصف بـ ”العلم المقلوب”، وخلقت حينها ضجة واسعة داخل إسبانيا، والتي لم تكن بدورها مسألة ”متعمدة”.

وأوضح البجوقي، ضمن تصريح لجريدة ”آشكاين”، أن واقعة ظهور سانشيز ووراءه خريطة المغرب مبتورة، ليس لها أي ذكر في وسائل إعلام البلد المجاور، بينما خلقت ضجة كبيرة في الأوساط المغربية، ومرد ذلك، وفق ذات المختص في الشأن الإسباني، إلى أن أي سلوك كهذا ”يخلق نوع من الشك نظرا لتاريخ الصراع والود والكره بين الدولتين”.

وشدد المتحدث عينه، على أن مواقف كبار المسؤولين في إسبانيا، وخصوصا ما أدلى به وزير الخارجية الإسبانية السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، مؤخرا، بدعمه لخطوات حكومة بلاده في ما يتعلق بمغربية الصحراء، يبدد هذه الشكوك، حين قال: ”لو سألتموني عن الفرق بين اليوم وقبل 40 سنة بشأن العلاقات المغربية الإسبانية، سأقول لكم كأنه الفرق بين الليل والنهار”.

وأوضح البجوقي أن خصوم سانشيز في إسبانيا يبحثون عن أي شيء ولو بسيطا (واقعة العلم المقلوب مثلا)، لشن هجوم، وفي نفس الوقت هناك هوس مبالغ فيه بالمغرب من كون أي حادثة بسيطة (خريطة قديمة على سبيل المثال). لخلق ضجة كبيرة بشأنها.

وكشف الخبير ذاته أن وسائل الإعلام في إسبانيا تبحث دوما عن تصريف مسائل ضد بيدرو سانشيز داخليا، في مقابل هوس بالمغرب يولد شكوكا من قبيل أن إسبانيا تبدو قد غيرت موقفها، والحال أن الخريطة ولا الصورة لم تكن على ما يبدو متعمدة. يقول البجوقي.

يُذكر أن الاتفاق بين البلدين، وضع نهاية لفترة من التوترات الدبلوماسية الطويلة التي أعقبت استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، بهوية مزيفة.

ومنذ توقيع الاتفاق، شهدت العلاقات بين البلدين تحسناً ملحوظاً في مختلف المجالات، بما في ذلك الاتفاق على استضافة مشتركة لكأس العالم 2030 مع البرتغال.

من جانبها، كانت إسبانيا قد أعلنت في مارس 2022 دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل وحيد واقعي لنزاع الصحراء، مما شكّل تحولاً مهماً وتريخيا في موقفها التقليدي من القضية.