2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هل أحبط الرئيس الموريتاني انقلابا عسكريا بإقالة قادة عسكريين؟

أحدث الرئيس الموريتاني؛ محمد ولد الغزواني، تغييرات عميقة في مناصب المسؤولية العسكرية ول منية الموريتانية، عبر إصدار عدّة مراسيم، في وقت متأخر من ليل الخميس 26 دجنبر 2024، أحدها يقضي بتعيين محمد فال ولد الرايس قائدا لأركان الجيوش خلفا للفريق مختار بله شعبان الذي أحيل إلى المعاش.
كما شملت المراسيم الرئاسية تغيرات على مستوى قيادة عدد من المؤسسات الأمنية الحساسة، منها تعيين إبراهيم فال ولد الشيباني قائدا للأركان الخاصة لرئيس الجمهورية، وصيدو صمبا ديا مديرا عاما للاستخبارات الخارجية، ومحمد محمود ولد الطايع قائدا لأركان الدرك الوطني، وآبه ولد بابتي مفتشا عاما للقوات المسلحة وقوات الأمن، في ما عُيّن محمد المختار الشيخ مني قائدا مساعدا لأركان الجيش، وتعيين أحمد الأمين محمد ابلال قائدا لكلية الدفاع لدول الساحل.
ورغم ربط هذه الإعفاءات والتعديلات التي أحدثها ولد الغزواني جملة واحدة ببلوغ المعفيين سن التقاعد، إلا أنها فتحت المجال لتساؤلات عريضة عن خلفياتها غير المعلنة، خاصة أنها تأتي بعد وقت وجيز من اقتحام دورية من الجيش الجزائري للأراضي الموريتانية تزامنا مع قدوم الرئيس الموريتاني؛ محمد ولد الشيخ الغزواني، للمغرب في زيارة خاصة، حيث استقبله الملك محمد السادس في قصره وجرت محادثات ثنائية أسفرت عن تنسيق العمل بين الدولتين في تنزيل المشاريع الملكية بإفريقيا.
فهل هذه التغييرات العسكرية التي أحدثها الرئيس الموريتاني سببها الاختراق الجزائري، أم أن الأمر يتعدى ما هو ظاهر، إلى قطع ولد الغزواني الطريق على محاولة انقلابية، وهو العارف بخبايا الجيش الذي قاد أركانه العامة لعشر سنوات وشغل منصب وزير الدفاع في حكم سلفه محمد ولد عبد العزيز، وشارك في انقلابي 2005 و2008، قبل أن يأتي للسلطة في غشت 2019.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “التغييرات الجذرية التي طرأت وشهدتها المؤسسة العسكرية بموريتانيا تثير الكثير من التساؤلات والتحليلات على أكثر من مستوى”.
وير مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين، أن “هذه التغييرات المهمة، بررت رسميا بسبب بلوغ هؤلاء الضباط سن التقاعد، لكن هناك أسباب أخرى جعلت الرئيس الموريتاني يقوم بهذه الاجراءات على مستوى مؤسسة الجيش والاستخبارات، وكذلك العديد من الوحدات العسكرية المهمة”.
وشدد المتحدث على أن “الرئيس الموريتاني قد يكون في حالة غضب عندما يعني توغلت كثيبة من الجيش الوطني الشعبي الجزائري في عمق تراب الموريتاني بمسافة 90 كيلومتر، بدون المراقبة ورصد من طرف القوات الموريتانية المرابطة في ولاية النعامة أو مدينة الزويرات”.
وتابع أن “هذا التوغل كشف عن ضعف قيادة أركان الجيوش الموريتانية والإستخبارات العسكرية الموريتانية، التي تم تغييرها، إضافة إلى وجود إشاعات حول التقارب الموريتاني المغربي وانخراط الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في المشاريع الملكية اثارت حفيظة الجارة الجزائرية ميليشيا البوليساريو التي تتوفر على شبكات داخل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الموريتانية، والتي كانت تدفع نحو تغيير عسكري في هذا البلد الشقيق والجار، سواء عن طريق الخلايا التي يحركها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، أو عن طريق خلايا نائمة للجبهة والاستخبارات الجزائرية”.
وأبرز ان “هذه الاشاعات لها ما يبررها، خاصة مع وجود علاقة مباشرة لرئيس الاركان الجيوش السابق مع قيادة الاركان الجزائرية، وقد قام بزيارات متعددة للجزائر، وأبرم اتفاقيات متعددة حول التعاون العسكري الموريتاني الجزائري”,
ونبه إلى أن “الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المعروف بتوازنه وبحكمته وتبصره حول مجريات الأمور واستقرار المنطقة، قام بخطوة استباقية لاجتثاث العناصر المقربة من الجزائر، سواء على مستوى مؤسسة الجيش أو الاستخبارات، وهذا ما تؤكده الكثير من الإشاعات سواء تلك التي يروج لها بعض المقربين من جبهة البوليساريو في نواكشوط، أو في أوساط جزائرية’,
كما عزا هذه التغييرات إلى “التوغل العسكرية لجيش الحدود الجزائري في عمق كبير لموريتانيا، الذي قد يكون أثار غضب الرئيس الموريتاني، الذي، كما هو معلوم، قام بإعادة تسليح القوات الموريتانيا تسليحا متطورا جديدا، وخاصة الفيالق المكلفة بالدفاع عن الحدود الموريتانية، سواء على مستوى حدودها مع مالي، التي يشهدها بعض الخروقات من طرف “فاماس” الموريتانية أو ميليشيا فاغنر، أو من خلال التوغل العسكري الجزائري، الذي تبقى مبرراته غير واضحة، رغم إعلان قيادة الجيش الوطني الجزائري على أن هذه القوات سقطت في تيه كبير في الصحراء الموريتانية، وهذا الأمر غير صحيح، بدليل ان قوات الحدود الجزائرية تتوفر على طائرات مسيرة وعلى وسائل التواصل “GPS” التي تمكنها من معرفة مواقعها العسكرية “.
وشدد على أن “هذا الأمر ينبغي لأخذه بكثير من اليقظة والحذر، لأنه قد يكون رسالة من القيادة العسكرية الجزائرية إلى الرئيس الموريتاني الذي قام بهذه الزيارة الخاصة للمملكة المغربية، وهو ما يفسر كذلك عدم ردود فعل المؤسسة العسكرية الموريتانية على هذا التوغل العسكري غير الواضح، وغير المبرر”.
وأضاف مكاوي أن “هناك مبررات أخرى قد تكون دفعت بالرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى هذه التغيرات المفاجئة على مستوى المؤسسة العسكرية والاستخبارات، وكذلك بعض الوحدات إلى ثلاث عناصر أساسية، أهمها ما يعرفه الشمال المالي من انفلات أمني وعسكري، سمح للمهربين والمنقبين عن الذهب باستغلال هذا الوضع، إضافة إلى العربدة وانتشار ميليشيا البوليساريو التي تحاول بناء قواعد لها في الشمال الموريتاني لضرب القوات الملكية المغربية المتمركزة على طول الخط الدفاعي الامني المغربي”.
وخلص إلى أن “إمكانية التدخل الفرنسي في هذه الإجراءات، خاصة فرنسا تجمعها وموريتانيا علاقات عسكرية واستخباراتية مهمة، وقد تكون فرنسا نصحت بإعادة تعزيز قوات موريتانيا على مستوى ولاية النعمة وزويرات التي تشهد نوعا من اللا استقرار واللا أمن ونوعا من الانفلات الأمني والعسكري”.
المتل 🇲🇦 المغربي يقول من خطط ليتعشى بك يجب فورا أن تتغدى به و هدا ما فعله فخامة الرئيس الموريتاني.