لماذا وإلى أين ؟

قطاع الطاقة في المغرب 2024… اكتشافات الغاز ونتائجها تسيطر على المشهد

استطاع قطاع الطاقة في المغرب 2024 تحقيق اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي، ولكن أغلبها كان مخيّبًا للآمال، إلّا أن هناك توقعات بزيادة الإنتاج خلال العام المقبل (2025).

ومن جهة أخرى، واصلت البلاد جذب استثمارات جديدة بمجال صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى خطوة مهمة في إطار إطلاق أطول خط كهرباء بحري في العالم، يربط بين المغرب وبريطانيا، وفقًا لما رصده ملف الحصاد السنوي لعام 2024 الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وشهد قطاع الطاقة في المغرب 2024 إعلان مشروعات جديدة لإنتاج الهيدروجين، إلى جانب إكمال تطوير أقدم محطة طاقة رياح في أفريقيا.

ومن شأن هذه المشروعات النظيفة أن تُدعم مستهدف البلاد برفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030.

استطاعت شركة إس دي إكس إنرجي (SDX Energy) البريطانية بدء إنتاج الغاز المغربي من بئر جديدة مطلع الربع الثاني من عام 2024، وهي البئر التي حُفرت واختُبرت بنجاح في الربع الأخير من 2023، ثم رُبطت بالبنية التحتية الحالية في يناير 2024.

كما قررت الشركة نفسها -نهاية أبريل 2024- بدء حفر بئر بني مالك-2 (بي إم كيه-2) في حوض الغرب بشمال البلاد، وتستهدف 3 خزانات.

وعلى صعيد اكتشافات قطاع الطاقة في المغرب، عثرت شركة شاريوت البريطانية (Chariot) على كميات غاز هائلة تفوق التوقعات في البئر “آر زد كيه-1” بترخيص الغاز المغربي “لوكوس”، ولكنها غير مجدية اقتصاديًا -حاليًا- بسبب وجود كميات كبيرة من الماء.

كما عثرت شاريوت في بئر شرق أنشوا (المعروفة حاليًا باسم أنشوا-3) قبالة سواحل المغرب على العديد من الخزانات الحاملة للغاز عالي الجودة، إلّا أنها لم تتوافق مع توقعات قبل الحفر.

وحُفرت كذلك خزانات في بئر أنشوا-2، ووُجِد أنها تحتوي على خزانات رملية متطورة جيدًا مع وجود غاز مصاحب، ولكنها أيضًا حاملة للمياه، وسُدّت الحفرة الرئيسة وجرى التخلّي عنها.

وفي مقابل ذلك، قررت شركة إنرجيان (Energean) اليونانية التخارج من مشروع حقل أنشوا البحري المغربي نتيجة عدم جدوى أعمال الحفر، وإخفاقها في العثور على احتياطيات الغاز المتوقعة من الحقل.

وترى الشركة أن حجم احتياطيات الغاز في حقل أنشوا البحري، الذي يلامس 18 مليار متر مكعب، لا يناسب سوى شركة صغيرة الحجم، وهو ما لا يتوافق مع خططها، ليضغط بذلك على مستهدفات قطاع الطاقة في المغرب بشأن الغاز.

ويشار إلى أن إنرجيان تمتلك نسبة 45% من أسهم مشروع تطوير حقل أنشوا البحري، مقابل 30% لشركة شاريوت (Chariot)، و25% للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM).

وفي مايو 2024، وافق المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن على مدّ تراخيص استكشاف الغاز المغربي في حقل أنوال للغاز الواقع شرق البلاد لشركة ساوند إنرجي (Sound Energy)، لتصل إلى 11 عامًا.

رغم النتائج المخيّبة للآمال، من المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة في المغرب طفرة مرتقبة في إنتاج الغاز خلال 2025 على يد شركة ساوند إنرجي البريطانية من حقل تندرارة بمرحلتيه الأولى والثانية، التي تحتوي على 305 مليارات قدم مكعبة من مبيعات الغاز الإجمالية.

ومن المخطط إكمال تطوير المرحلة الأولى من حقل تندرارة المغربي في الربع الثاني من عام 2025، وأول مبيعات للغاز من منتصف العام المقبل.

وفي سياق آخر، شهدَ قطاع الطاقة في المغرب 2024 تنفيذ شركة ساوند إنرجي البريطانية صفقة بيع جزء من أصولها في قطاع الغاز المغربي.

وتضمنت الصفقة بيع الشركة البريطانية شركة ساوند إنرجي موروكو إيست ليمتد (Sound Energy Morocco East Limited) إلى شركة مناجم المغربية بقيمة إجمالية 5.2 مليون دولار.

وبموجب الصفقة، من المقرر أن تحتفظ ساوند إنرجي البريطانية بنسبة 20% في امتياز إنتاج حقل تندرارة، وكذلك الاحتفاظ بنسبة 27.5% من ترخيص استكشاف حقلي تندرارة الكبير وأنوال.

وتتضمن صفقة استحواذ شركة مناجم على الأصول المغربية؛ 55% من امتياز حقل تندرارة، و47.5% من ترخيص حقل تندرارة الكبير، و47.5% من ترخيص استكشاف أنوال.

قرر المغرب في عام 2024 إعطاء الضوء الأخضر لشركة تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية الصينية “بي تي آر” (BTR) لبناء مصنع بالقرب من طنجة لإنتاج كاثودات البطاريات.

وفي الإطار نفسه، من المتوقع أن تبني شركة سي إن جي آر أدفانسد ماتيريال (CNGR Advanced Material) مصنعًا آخر للكاثود بالجرف الأصفر على بُعد 100 كيلومتر جنوب الدار البيضاء؛ إذ خصصت الحكومة 283 هكتارًا لصناعة البطاريات الكهربائية.

ويأتي ذلك مع تمكُّن البلاد من تصنيع السيارة “رينو كارديان” في مصنع “صوماكا”، ومن المقرر تخصيصها للتصدير إلى 15 دولة، على أن يبدأ تسويقها محليًا خلال شهر دجنبر 2024.

وعلى صعيد أطول خط كهرباء بحري في العالم الذي يربط بين المغرب وبريطانيا، قررت شركة “جي إي فيرنوفا” (GE Vernova) استثمار نحو 10.2 مليون دولار في شركة “إكس لينكس فيرست” (Xlinks First)، التي تخطط لإطلاق الخط الكهربائي.

ومن المقرر أن يكون الخط -البالغ طوله تحت البحر مسافة 4 آلاف كيلومتر (2500 ميل)- قادرًا على نقل نحو 3.6 غيغاواط من الطاقة النظيفة إلى بريطانيا، وهو ما يؤمّن 8% من احتياجات الأخيرة من الكهرباء.

حقّق قطاع الطاقة في المغرب في 2024 اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي، لكن أغلبها لم يكن مجديًا اقتصاديًا بسبب وجود كميات كبيرة من المياه في الحقول المكتشفة، ورغم هذه التحديات، من المتوقع زيادة الإنتاج بدءًا من عام 2025، خاصة في مشروع حقل تندرارة.

في الوقت نفسه، جذب المغرب استثمارات كبيرة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، كما شهد تقدمًا ملحوظًا في تطوير مشروعات المصادر المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.

وحدة أبحاث الطاقة الدولية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
سير
المعلق(ة)
29 ديسمبر 2024 10:32

يجب الاشارة ان جل ما صدر بالتقرير من اكتشافات غازية .. هي على الورق فقط والشعب، و حتى المهيمنين على اقتصاد الوطن، لم يصلهم اي درهم من هذه المشاريع الوهمية …

ابراهيم
المعلق(ة)
28 ديسمبر 2024 22:41

نسمع الكثير من الجعجعة والكلام ولانرى الطحين.نتمنى أن يأتي الطحين بعد هذه الجعجعة لأن الناس ينتظرون ذالك بقوة لتنفيس الأزمة.

احماد
المعلق(ة)
28 ديسمبر 2024 22:37

بلاد المغرب تحتضن كميات ضخمة من البترول في الواجهة الأطلسية وعلي الحكومة تشجيع الشركات من اجل التنقيب المكتشف قصد الوصول الي الاكتفاء الداتي علي الاقل من الطاقة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x