لماذا وإلى أين ؟

دواب تموت وأخرى تعيش العذاب بالمحجز البلدي في طنجة (صور)

بعد وقت قصير من حادثة مشابهة بالقنيطرة أثارت جدلا كبيرا، شهد المحجز البلدي بمدينة طنجة يوم أمس الأحد حادثة أليمة تمثّلت في نفوق حصان محتجز في ظروف “قاسية وغير إنسانية”، ما أثار موجة غضب واسعة بين نشطاء حقوق الحيوان والبيئة. الحصان، الذي قضى أيامًا في المحجز محرومًا من الغذاء والماء، حسب مصادر متطابقة، فارق الحياة وسط ظروف مزرية، بينما وثّق نشطاء صورًا تُظهر خيولًا وحميرًا أخرى محتجزة وسط سيارات مهملة، واصفين المشهد بـ”المروع” الذي يعكس الإهمال المتواصل لهذا المرفق.

حركة الشباب الأخضر، نددت بما وصفته بـ”الجرائم اللاإنسانية” داخل المحجز، وطالبت بفتح تحقيق شامل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. كما دعت إلى تحسين ظروف عيش الحيوانات المحتجزة، وتأمين الغذاء والرعاية الطبية اللازمة لها، محذّرة من تكرار هذه الحوادث في حال استمرار الوضع الحالي.

تنديد حقوقي

وفي هذا الصدد، قال زكرياء أبو النجاة، رئيس حركة الشباب الأخضر، في تصريح لـ”آشكاين”، إن “جماعة طنجة لا تتوفر على البنية التحتية في المحجز الجماعي ولا في غيره من أجل استقبال الخيول المحجوزة، ومسؤولوها يعيشون في هشاشة فكرية بدون رحمة ولا شفقة. نحن طبعا مع تطبيق القانون، لكن يمكن بدل معاقبة هاته المخلوقات التي لا ذنب لها أن يتم تغريم أصحابها المخالفين”.

وأضاف المعني، أن “مسؤولي جماعة طنجة انطلقوا من قتل الكلاب الضالة بدل تعقيمها وجمعها الذي خصصت له ميزانية ضخمة، وفاق الأمر الآن الكلاب ليصل إلى الحيوانات المملوكة التي يتم تجويعها وتركها عرضة للبرد وظروف سيئة، رغم أن هناك قوانين فصول في القانون الجنائي تعاقب على إساءة معاملتها فما بالك بالقتل والتجويع”.

دعوات لإصلاح جذري للمحجز البلدي

أعادت هذه الحادثة المؤلمة فتح النقاش حول ضرورة إصلاح المحجز البلدي بطنجة ووضع استراتيجيات مستدامة تحترم حقوق الحيوانات التي يتم احتجازها به بعد مصادرتها من أصحابها من طرف السلطات بسبب مخالفات متنوعة. مراقبون شددوا على أهمية إعادة هيكلة هذا المرفق الحيوي بما يضمن توفير بيئة ملائمة للحيوانات المحتجزة، معتبرين أن الإهمال الحالي يعكس سوء إدارة يتطلب تدخلًا عاجلًا من السلطات.

وفي سياق مشابه، شهدت مدينة القنيطرة نفوق 158 حصانًا في محجز جماعي بسبب الإهمال وسوء الأحوال الجوية، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تغيير شامل في طريقة التعامل مع هذه الكائنات الحية، بما يعكس قيم الرحمة والمسؤولية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
البقالي
المعلق(ة)
30 ديسمبر 2024 22:51

لا هم تركوها تاكل من خشاش الارض ولا هم سقوها ..انما احتجزوها وعذبوها وقتلوها عرقا بعرق،انها قمة الوحشية التي يمارسها من هم في صورة ادمية،لكن جسد بلا روح،وبشر بلا ضمير وانسانية،انهم كاالانعام بل هم اضل ،حسابهم عند رب العالمين قريب

احمد
المعلق(ة)
30 ديسمبر 2024 12:58

لو تركت هذه الحيوانات لحالها في البراري وسط الطبيعة لعاشت احسن مما تعيشه
في هذه المحاجز البليدة وليست البلدية.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x