2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
إعلامي جزائري يكشف علاقة خطاب تبون مع احتجاجات الشارع وسقوط بشار

في السياق الذي تشهد فيه الجزائر غليانا شعبيا ترجمته احتجاجات على مواقع التواصل الإجتماعي بوسم “مانيش راضي”،أعقبته دعوات للخروج للإحتجاج ميدانيا خلال فاتح يناير المقبل؛ خرج الرئيس الجزائري؛ عبد المجيد تبون، في خطاب أمام مجلسي البرلمان، أطلق من خلاله كالعادة مجموعة من الوعود و”تفاخر” فيه ببعض الأرقام التي ستتحقق، بحسبه، في المستقبل.
تبون تحدث خلال الخطاب الذي ألقاه يوم أمس الأحد، عن تنويع الإقتصاد الجزائري من خلال الاعتماد على التصنيع المحلي والزراعة والإستثمار العام والخاص لتوفير مناصب الشغل للشباب واعتماد مناطق صناعية مفتوحة في وجد الشباب الجزائري، كما أعلن إطلاق حوار داخلي لتقوية الجبهة الداخلية مع الإشارة، كعادته، إلى قضية الصحراء المغربية.
ويطرح مضمون “الخطاب التبوني” في السياق الذي تشهده الجزائر من غليانا واحتجاجا شعبيا على الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، والسقوط المفاجئ لبشار الأسد أحد أبرز حلفاء النظام الجزائري، أكثر من علامة استفهام، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها وعودا، معظمها خلقت السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي.

تفاعلا مع ذلك، يرى الإعلامي الجزائري؛ وليد كبير، أن الغريب في الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبد المجيد تبون أمام البرلمان أمس الأحد، هو أن هذه الخطوة غير دستورية نظرا إلى أن الوثيقة الدستورية الجزائرية لا تنص على إلقاء الرئيس الخطاب أمام البرلمان، مضيفا أنها “مجرد بدعة ابتدعها السنة الماضية وقرر إعادتها هذه السنة لتمرير مجموعة من الرسائل.
وقال كبير في تصريح لصحيفة “آشكاين” الإخبارية، “جميل ما قاله الرئيس عن التصنيع المحلي والزراعة والإستثمارين العام والخاص لتوفير فرص عمل للشباب الجزائري، لكن وعوده غير مقنعة بسبب أنه لم يقدم أي خريطة طريقة لهذا “الإقلاع الإقتصادي” الموعود والذي لن يتحقق في ظل وجود أزمة سياسية عميقة ومنظومة حكم تروج خطاب “الجزائر مستهدفة وفي خطر”.
وتساءل الإعلامي الجزائري، “كيف سيقتنع المستثمر الأجنبي بالقدوم إلى الجزائر للإستثمار والمساهمة في هذا الإقلاع الإقتصادي بالرغم من وجود “بحبوحة بترولية” وإمكانيات مالية كبيرة في ظل خطاب “الجزائر مستهدفة؟”، واصفا الخطاب بأنه “غير مقنع يغلب عليه الصخب والعمومية والضبابية التي ترسم مستقبل الجزائر في ظل هذا النظام”.
وأوضح متحدث “آشكاين”، أن خطاب الرئيس تبون تزامن مع احتجاجات رقمية حاول النظام إلصاقه بالمغرب قبل أن يظهر كذبه عند اعتقال الكثير من الجزائريين الذين نشروا الوسم أو فيديوهات قصيرة للإحتجاج على الأوضاع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي، (الخطاب) يظهر تخوف النظام الجزائري من عودة الحراك الجزائري؛ خاصة بعد سقوط نظام حليفه بشار الأسد بسوريا.
“معلومات وليس تحليل، تؤكد أن هناك جهات داخل النظام الجزائري وراء تحريك الشارع الجزائري مجددا ضدا على الفئة الحاكمة التي خسرت الدعم الخارجي؛ خاصة بعد توتر العلاقات مع فرنسا التي اعترفت بمغربية الصحراء”، يسترسل كبير.
ويرى الإعلامي ذاته، أن تبون ظهر متناقضا خلال حديثه عن الشرعية الدولية في قضية الصحراء، بحيث أن الجزائر بينت خلال جلسة مجلس الأمن الأخير أن مشكلتها ليست مع المغرب؛ بل مع المنتظم الدولي سبب عدم التزامها بالشرعية الدولية.
وخلص كبير بالتأكيد أن الأكثر إثارة في خطاب تبون هو سقطته الغريبة وفضيحته المدوية بوصف الكاتب الجزائري بوعلام صنصال بـ”اللص” و”مجهول النسب”، مردفا أن “هذه سابقة في غاية الخطورة لأن خطاب الرئيس الجزائري ينهل من ثقافة العنف اللفظي مثل مثل الأبواق الإعلامية التابعة له”.
تبون يضحك على الشعب الجزائري بهرطقاته البهلوانية وهو ثمل يكاد يسقط من أثر الكحول فهو لا يصحو أبدا هذا رئيس دولة يتعدى سكانها أربعين مليون من غرائب الزمان
تبون أدمن على الخطب والتصريحات تزامنا مع اي مناسبة او بدون مناسبة،و فك شفرة خطبه تكمن في قراءة الدواعي التي ادت إليه وخطابه الاخير جاء على اتر تناسل هشتاك (مانيش راض) ورغبته في طي صفحة وبداية حوار وطني، وما قال انها بداية لديمقراطية حقيقية، وهو اعتراف ضمني بغياب الحوار وانعدام المناخ الديمقراطي، لكن الغريب في هذا الخطاب انه لم يتكلم عن أليات هذا الحوار ولا عن شكله وترتيبه في الزمان والمكان ولا الاطراف التي يجب ان تشارك فيه ولا القضايا التي عليه ان يتناولها، لكنه هرب كما هي عادته الى تضخيم إنجازات الجزائر والتبشير بمشاريع قادمة، وإقحام قضية فلسطين وربطها بقضية البوليزاريو كعادته، ليعرج على دكر المغرب والاحتماء في نظرية المضلومية والمؤامرة وقصة تقرير المصير، وهو خطاب مكرور لما عودنا عليه قصر المرادية في العهدتين وكأن الزمن تابت والارض لا تدور.