انتشال جثة شاب جزائري قضى غرقا في محاولة للتسلل لسبتة المحتلة

انتشلت السلطات الإسبانية جثة شاب جزائري، يبلغ من العمر 25 عامًا، بعد العثور عليه غارقًا قبالة شاطئ تشورييو في مدينة سبتة المحتلة يوم 22 ديسمبر. الشاب، الذي يدعى فيسيل سابا، كان يحاول التسلل سباحة من مدينة الفنيدق إلى الثغر المحتل، في رحلة محفوفة بالمخاطر انتهت بمأساة.

وفقًا لصحيفة “إل فارو” المحلية، كان فيسيل يرتدي بدلة غوص سوداء ذات أكمام برتقالية، مع غطاء واقٍ على رأسه، ووثائق محفوظة بعناية بين ملابسه. الجثة تم التعرف عليها من خلال بطاقة الهوية الخاصة به وخاتم فضي كان يرتديه، إضافة إلى تأكيد أقاربه لهويته.

مأساة الهجرة غير النظامية

مثل العديد من الشباب الجزائريين، اختار فيسيل الهجرة عبر واحد من أخطر المسارات البحرية، وهو عبور كاسر الأمواج في منطقة “تراخال” بين الفنيدق وسبتة المحتلة، سعيًا وراء حياة أفضل. لكن هذا الحلم انتهى بنقل جثمانه إلى بلده الأم، حيث تسعى عائلته الآن لاستكمال إجراءات ترحيل الجثة ودفنها في الجزائر.

وتعد الهجرة غير النظامية من الجزائر إلى سبتة ظاهرة متزايدة، حيث ارتفعت أعداد الوافدين الجزائريين بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة. غالبية هؤلاء المهاجرين من الشباب الذين يواجهون صعوبات اقتصادية واجتماعية في وطنهم، ويعتبرون سبتة بوابة لتحقيق طموحاتهم، رغم المخاطر المميتة.

طريق محفوف بالمآسي

وفاة فيسيل ليست الأولى من نوعها، إذ أصبحت أخبار غرق المهاجرين الجزائريين شائعة مع تزايد محاولات التسلل عبر البحر. هؤلاء المهاجرون يغامرون بحياتهم في ظروف صعبة، بحثًا عن فرص عمل أو حياة كريمة، لكن كثيرًا ما تنتهي رحلتهم بوفاة مأساوية أو اختفاء غامض.

رحلة فيسيل التي بدأت بحلم الهجرة انتهت بعودته إلى الجزائر داخل نعش خشبي، في مصير يعكس واقعًا قاسيًا يواجهه الكثير من الشباب في المنطقة. هذه المأساة تسلط الضوء على التحديات المستمرة للهجرة غير النظامية وضرورة تعزيز الجهود لحماية أرواح المهاجرين.