2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

عادت ظاهرة “المحركات البشرية”، المتمثلة في أشخاص يوجهون المهاجرين خلال عمليات التسلل سباحة إلى مدينة سبتة المحتلة، لتثير قلق السلطات الأمنية. ووفقًا لتقارير الحرس المدني الإسباني، التي نقلتها صحيفة “إل فارو” المحلية، فقد تم توثيق حالات جديدة مؤخرًا، حيث لعب هؤلاء الأفراد دورًا محوريًا في مساعدة القاصرين وغيرهم من المهاجرين الذين لا يجيدون السباحة بشكل جيد للوصول إلى المدينة عبر طرق سرية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، إذ تعود جذورها إلى بدايات العقد الأول من القرن الحالي، حيث كان مهاجرون من دول جنوب الصحراء يستعينون بهؤلاء المرشدين مقابل مبالغ مالية. وعلى الرغم من أن الأحكام القضائية الصارمة في سبتة والتدابير الأمنية المشددة بالفنيدق حدّت من هذا النشاط لفترة، إلا أن عودته تشير إلى تطور أساليبه، ليشمل استخدام قوارب صيد صغيرة لنقل المهاجرين إلى نقاط قريبة من السواحل، حيث يتم توجيههم لاستكمال الرحلة سباحة.
ويصعب على السلطات إثبات الدفعات المالية المقدمة للـ”محركات البشرية”، مما يجعل ملاحقتهم قانونيًا أمرًا معقدًا. ومع ذلك، فإن استمرار هذه الظاهرة يضع مزيدًا من الضغط على مراكز استقبال المهاجرين في سبتة المحتلة، خاصة مع ارتفاع أعداد القاصرين الذين يصلون إلى المدينة بشكل غير شرعي.
وأوضح المصدر أن الوضع يتطلب تعزيز التعاون بين سلطات الفنيدق والثغر المحتل، لمواجهة هذه الظاهرة المتجددة، من خلال تكثيف الرقابة على السواحل وتطوير حلول إنسانية للمهاجرين. وتشير عودة نشاط “المحركات البشرية” إلى الحاجة الماسة لإجراءات أكثر حزمًا، سواء على المستوى الأمني أو الإنساني، للتعامل مع هؤلاء.