2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هدم “باب أنزي” التاريخيّ يسائل دور بنسعيد في الحفاظ على الثراث المادي (صور)

في الوقت الذي تحتفي فيه مختلف شعوب ومجتمعات العالم باكتشافات أثرية وعلمية جديدة تبرز وتكشف جزء من حضارتها وتاريخها، تستفيق ساكنة سوس خاصة تيزنيت، بهدم أحد المعالم التاريخية التي ترمز إلى حقب تاريخية هامة.
في هذا الإطار، أثار هدم “باب مركز انزي” التاريخي المتواجد بجماعة أنزي بين مدينتي تافراوت وتيزنيت سخطا عارما لدى الساكنة بشكل عام والمهتمين بالجانب الثقافي والتاريخي بشكل خاص، نظرا لما تشكله هذه المعلمة على المستوى التاريخي وعلى مستوى الهوية الثقافية والمعمارية المحلية.

وأعرب عدد من المهتمين بالشق الثقافي بسوس، في تدوينات ومقالات على مواقع التواصل الإجتماعي، عن غضبهم من فعل هدم “باب أنزي” التاريخي، معتبرين أن تنفيذ قرار الهدم “خسارة لمعلمة تاريخية وتهميش للهوية المشتركة والذاكرة الجماعية للمنطقة”، وضرب لمضامين الإتفاقيات الدولية الخاصة بحماية وصون التراث بشقيه، والتي صادق عليها المغرب.
وحين برر المجلس الترابي قرار الهدم بالرغبة في توسيع الطريق، رد المواطنون الغاضبون من القرار بأن توسيع الطريق “لا ينبغي أن يكون على حساب المعالم التاريخية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية المنطقة ومن تاريخها الغني”، مشددين على أن هناك “حلولا إبداعية تضمن توسيع الطريق مع الحفاظ على المعالمة التاريخية التي تروي قصص الأجداد وتربط الأجيال الحاضرة بالماضي”.
وصب المحتجون جم غضبهم على المنتخبين المحليين ومصالح وزارة الثقافة، معتبرين أن مصالح هذه الأخيرة “لا تقوم بواجبها في جرب المعالم التاريخية والحفاظ عليها”، متسائلين عن أدوار هذه الوزارة في ظل الموافقة على مثل هذه القرارات التي تنهي معلمة من معالم وتاريخ المنطقة.
ويرى الرافضين لقرار هدم “باب أنزي”، الإشكال الواقع في مثل “هذه المناطق التي تحسب على الهامش” هو غياب الوعي بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي والمعالم الثراثية المادية وغير المادية من طرف المنتخبين من جهة ومن مصالح وزارة الثقافة من جهة ثانية.

هذا الهدم لا يمكن التسامح معه ويعتبر جريمة في حق الترات، وكان بالاحرى لو تم نقل هذه المعلمة النفيسة الى مكان آخر بدل هدمها.