لماذا وإلى أين ؟

الشيات يبرز علاقة الجزائر بالهجوم المسلح على شاحنات مغربية بمالي

تعرضت عشرات الشاحنات المغربية للنقل الدولي للبضائع، ليلة الإثنين-الثلاثاء،  لهجومً مسلح على الحدود بين مالي وموريتانيا، ما خلف حالة من الهلع والقلق في صفوف السائقين والشركات الناقلة.

وحسب المعطيات التي جمعتها جريدة ”آشكاين”، من سائقي شاحنات مغاربة، فإن الهجوم استهدف حوالي 30 شاحنة، أغلبها محملة بالخضر والطماطم، بإطلاق نار كثيف من قبل مجموعات مسلحة، أثناء محاولتها عبور مدينة “نيورو دو الساحل” الحدودية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين متمردين والجيش المالي، لم يخلف ضحايا في صفوف السائقين، رغم تضرر الشاحنات بشكل جسيم.

وكان لهذا الحادث أن يكون عاديا في ظل ما تعيشه مالي من اضرابات أمنية وهجمات مسلحة لجماعات متطرفة بين الفينة والأخرى، لكن هذا الهجوم جاء في سياق تشهد فيه العلاقات الجزائرية المالية أوج التوتر، وصل حد اتهام مالي للجزائر بدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، علاوة على التوتر الحاصل بين المغرب والجزائر.

وفي ظل هذه المعطيات والسياقات المتداخلة،  يبقى السؤال مشروعا من له مصلحة في مهاجمة الشاحنات المغربية؟ وهل هناك علاقة لهذا الهجوم بتوتر  العلاقات بين الجزائر ومالي ؟

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “هذا الحدث لا يمكن فصله عن  الاستراتيجية والرؤية العدمية الجزائرية التي تحاول أن تحد من انفتاح المغرب على محيطه الإقليمي الافريقي”.

وشدد الشيات، في حديثه لـ”آشكاين”، على أنه “ليس هناك داعي من  الدواعي الإجرامية لمهاجمة الشاحنات المغربية واستهدافها بالرصاص الحي، إلا اذا كانت هذه الأهداف ذات طبيعة استراتيجية لأن تحد من الصادرات المغربية نحو الدول الإفريقية، وأن تقطع الطريق على المسارات التي يريد المغرب أن يفتحها مع منطقة الصحراء بالخصوص، لوضعها في الاستراتيجية الملكية التي تراها منفتحة على الواجهة الأطلسية”.

 وأضاف أنه “لم يتبق للجزائر سوى  دفع المجموعات الإرهابية والمسلحة لتنفيذ هذه الأعمال ضد أشخاص مدنيين وتجار عزل يقومون بواجبات لا تستدعي أي  أعمال عسكرية، بالتالي هذه الأعمال  تدخل في خانة الأعمال الاجرامية”.

“ورغم أن  الجزائر لم تصرح بذلك”، يورد الشيات  “ولكن ليس هناك شخص أو جهة لها منفعة في استهداف الشاحنات المغربية سوى هذه الجهات الجزائرية، والتي تريد أن ترسل أيضا رسالة إلى باماكو وإلى المسؤولين السياسيين الماليين بأنهم لا يتحكمون في المجال المالي بصفة عامة، وبأن الحركات المتمردة والحركات الإرهابية التي تتبعها، هي التي  تسيطر على هذا الفضاء”.

ونبه إلى أن “هذه رسائل على المغرب أن يتعامل معها بالتأني، ويجب أن يستمر في نهجه وأن يكون هناك تعاون مكثف لحماية هذه الشاحنات في طرقها البرية بالخصوص، عن طريق استعمال الأجواء المالية، في اطار التعاون المغربي المالي لحماية الاعمال التجارية، سواء  كانت مغربية أو غير مغربية”.

وخلص إلى “ضرورة وجود آلية تعاونية بين الجانبين لدرء هذه المخاطر واستهداف الجماعات التي تحاول أن تستهدف المسارات التجارية المالية مع محيطها الطبيعي في منطقة شمال افريقيا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
طيب
المعلق(ة)
10 يناير 2025 07:46

هذا تفسير اولاد صغار
انك تأجج المراكشي عند قرأته المقال يقول انه صحيح هل التفتح على افريقيا بي الطماطم والخضر

اشت انقول ربي يهديك ان شاء الله
يجب ان يكون اكتفاء ذاتي وليس على حساب دولة مراكش

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x