2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بنطلحة: الاحتجاجات التونسية تجسد حالة الغليان الشعبي

خرج العشرات من قوى المعارضة الثلاثاء 14 يناير الجاري، في تونس العاصمة للمطالبة بالإفراج عن سياسيين معارضين مسجونين، فيما رفع محتجون مطالب رحيل الرئيس قيس سعيد.
وتأتي هذه الاحتجاجات، تزامنا مع الذكرى 14 لثورة 2011 التي أسقطت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وفي ظرف تواجه فيه البلاد أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة عمقتها الأزمة السياسية التي اشتدت عقب إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن الاجراءات الاستثنائية في 25 يوليوز 2021، ما منحه صلاحيات واسعة.
وخلفت التعديلات التي أجراها سعيد، حالة من الاحتقان بالداخل التونسي واحتجاجات متوالية، تصاعدت منذ انتخاب سعيد لولاية أولى سنة 2019، بعد قيامه بحل البرلمان خلال 2021 وشروعه بالحكم بالمراسيم المذكورة في خطوة وصفتها المعارضة بأنها “انقلاب”، ما دفع سعيد إلى شن حملة سجن واعتقالات واسعة لقيادة المعارضة، تمهيدا لفوزه بولايته الثانية.
وأدخلت حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي التي تعيشها تونس بسبب قرارات سعيد، تونس في حالة ركود اقتصادي غير مسبوق، ما دفع به إلى الارتماء في أحضان النظام الجزائري والتماهي مع أطروحته الداعمة لجبهة البوليساريو، مقابل تلقيه إعانات مالية لتدارك الوضع الاقتصادي، وهو ما يعطي لهذه الاحتجاجات أبعادا ودلالات مختلفة.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد بنطلحة الدكالي، أن “الحركات الاحتجاجية تعتبر شكلا من أشكال العمل السياسي الجماعي المنظم من طرف مجموعة من الفاعلين، الذين يحاولون خلق التغيير الاجتماعي باستعمالهم خطابا يستهدف تغيير الوضع القائم”.
وأكد بنطلحة في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “الأوضاع الصعبة التي تعرفها تونس، شكلت مدخلا لحالة من الغليان الشعبي، جسدها الحراك الشعبي التونسي في عدة انتفاضات شعبية قادها الشباب”.
وأشار إلى أنه “اليوم وفي حمأة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، أطلق نشطاء من قوى المعارضة التونسية تظاهرات بعد دعوات من جبهة الخلاص الوطني، تزامنا مع الذكرى 14 للثورة التونسية، مشددين على السلطة لضرورة إقامة برامج وتصورات واقعية من اجل النهوض بالبلاد، في ظل تأهب هاته السلطة لإجراء حوار سياسي وطني”.
وخلص إلى أن “هاته التظاهرات الاحتجاجية بتونسوتبقى ظاهرة سوسيوسياسية، تعبر عن يقظة شعبية، وتكرس الحق في التعبير عن الرفض، والاختلاف وتبادل الآراء بحرية وبلورت مواقف تجاه قضايا مختلفة وممارسة الضغط السلمي على السلطة التنفيذية”.