2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
شهدت مدينة شفشاون، أمس الأربعاء 15 يناير، حالتين مأساويتين لانتحار شاب وشابة في ظرف زمني لم يتجاوز ثلاث ساعات، ما أثار حالة من الصدمة والحزن بين سكان المدينة التي تشهد ارتفاعاً في هذه الظاهرة بشكل مضطرد.
الحادثة الأولى حسب مصادر محلية، وقعت في حي غروزيم، حيث أقدم شاب يبلغ من العمر 30 عاماً على وضع حد لحياته في ظروف غامضة. فور وقوع الحادث، انتقلت السلطات المحلية وعناصر الأمن إلى مكان الواقعة لفتح تحقيق حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا الفعل المأساوي.
بعدها بأقل من ثلاثة ساعات، شهد حي عين حوزي حادثة مشابهة، حيث أنهت شابة في الأربعينيات من عمرها وتنحدر من مدينة الدار البيضاء حياتها بطريقة مأساوية. الحادثة الثانية جاءت لتعزز المخاوف بشأن تزايد حالات الانتحار في المنطقة.
وبناءً على تعليمات النيابة العامة، تم نقل الجثتين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس لإخضاعهما للتشريح الطبي. وتواصل السلطات المختصة تحقيقاتها لمعرفة الملابسات والظروف التي دفعت الضحيتين إلى اتخاذ هذا القرار المفجع.
وفي ظل تزايد معدلات الانتحار بشكل مقلق في المغرب، بات من الضروري أن تلتفت السلطات والمجتمع المدني إلى هذه الظاهرة، من خلال تعزيز التوعية النفسية والاجتماعية، وتوفير الدعم اللازم للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية قد تدفعهم إلى مثل هذه القرارات المأساوية.
ظاهرة الانتحار لم يعرفها المغرب في السبعينات ومطلع التمانينات إلا بنسب ضئيلة جدا وبدات الظاهرة في التصاعد في التسعينات لتعرف طفرة نوعية في السنوات اللاحقة الى اليوم لكن لم نسمع عن اي دراسة تتابع الظاهرة بالدراسة والتحليل لمعرفة اغلب الدوافع التي تؤدي اليها، لكن الظاهر ان تزايد الضغوط الاجتماعية والتحول الذي عرفته البنية الاجتماعية والاقتصادية في العشرين سنة الاخيرة فيه ما يكفي من المؤشرات التي تفسر جنوح المغاربة الى الانتحار خاصة في صفوف الشباب بما فيهم من لهم نوع الاستقرار المادي.