2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تواترت الأنباء عن نية روسيا في نقل عتادها العسكري الثقيل من روسيا إلى الجزائر، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وذكر المرصد الأطلسي للدفاع و التسليح أنه حصل على معطيات ترجح مباشرة البحرية الروسية لنقل قدراتها العسكرية من طرطوس بسوريا نحو قاعدة روسية جديدة دائمة في الجزائر”، مشيرا إلى أن “البحرية الروسية سبق و أرسلت قبل أيام السفينة يانتار yantar الاوقيانوغرافية للسواحل الجزائرية من أجل مسح و صناعة خرائط ملاحية خاصة بسلاح الغواصات الروسي كإجراء قبلي”.
ويأتي هذا في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة المغاربية خاصة على الحدود الجزائرية مع جوارها الإفريقي عموما والمغاربي بشكل خاص، وهو ما يعطي لتداول هذه الأنباء إن صحت، اكثر من بعد.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “نقل العتاد العسكري الروسي من قاعدتي طرطوس وحميمين السوريتين الى الموانئ الجزائرية، سبق لعدة مراكز وبعض المنابر أن ذكرت وسجلت نقل العتاد العسكري الروسي إلى طبرق وميناء بنغازي ليبيا، والان المرصد الأطلسي يتحدث عن نقل هذه الاسلحة الى بعض الموانئ الجزائرية”.
وشدد مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، على أنه “ليس هناك تأكيد من الأسطول الامريكي الذي يجوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، وكذلك قواعد الناتو المنتشرة في كل من اليونان وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، وجبل طارق، أن رصدت مثل هذا النقل، وخاصة لسلاح الغواصات إلى أحد الموانئ الجزائرية، علما أن الميناء الوحيد الذي يمكنه استقبال الغواصات الروسية هو الميناء الضخم لمرسى الكبير القريب من ولاية وهران، والذي يبعد عن قاعدة تولون الفرنسية النووية بـ700 كيلومتر وكذلك القواعد الإسبانية وقاعدة القصر الصغير للمملكة المغربية”.
وشكك في أن “الولايات المتحدة وأسطولها الرابع الذي هو قريب من السواحل الجزائرية، والأساطيل التابعة لحلف الاطلسي لن تدع مجالا لهذا التحول وإعادة الانتشار لسلاح الغواصلات الروسية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وفي موانئ الجزائرية”.
وأشار إلى أن “الجزائر تتوفر على ثمان غواصات في ميناء مرسى الكبير، أربعة من نوع كيلو-630 غير قادرة على التحرك في هذه المنطقة، وهي تعرف عطبا مستداما بسبب نقص قطار الغيار، وربما الروس قد ينقلون عتادا آخر من دبابات ومدافع وكذلك ناقلات الجنود وذخيرة، ولكن من المستبعد أن يقوم الروس بنقل سلاح الغواصات من قاعدة طرطوس البحرية إلى الموانئ الجزائرية”.
ونبه إلى أن “الجزائر لا تتوفر إلا على ميناء مرسى الكبير الذي له استطاعة وقابلية في استقبال مثل هذه الغواصات، إضافة إلى ميناء جينجل في الشرق الجزائري قرب عنابة، وفي انتظار تأكيدات من مصادر قريبة من حلف الناتو ومن قوات أفريكوم، التي تتبع حركات الأسطول الروسي وإعادة الانتشار للسلاح الروسي في البحر الابيض المتوسط، إضافة إلى الأقمار التجسسية العديدة التي تشكل حزاما لرصد ومراقبة تحرك الغواصات والأسلحة النوعية المتطورة الروسية في إفريقيا وشمالها خاصة”.
ولفت الانتباه إلى أن “المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح لم يذكر لنا مصادره الغربية التي تحدثت عن نقل سلاح الغواصات ومسح الشواطئ الجزائرية لبناء ميناء خاص بالغواصات، وقد يكون هذا المرصد الأطلسي يقصد نقل العتاد الذي يستخدم في الحروب الكلاسيكية كالدبابات وناقلات الجند والذخيرة، نظرا لأن الغواصات تخضع لمراقبة شديدة لأعداء روسيا في المنطقة”.
وخلص إلى أن “الحلف الاطلسي ولا قوات الولايات المتحدة ستدع الجزائر تسمح للغواصات الروسية بالاستيطان في الموانئ الجزائرية، فقد تكون السفينة المختصة في مسح الموانئ جلبت بناء على طلب جزائري لبناء ميناء عسكري في المنطقة، ولكن قد لا تكون له علاقة بنقل الغواصات الروسية من ميناء طرطوس إلى أحد الموانئ الجزائرية، لأن الأمر يتطلب وقتا طويلا لبناء الموانئ، وهذا مستبعد في الوقت الراهن”.