2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

جرى، يوم الأربعاء 15 يناير الجاري، إطلاق مجموعة “أصدقاء المغرب في حزب العمال البريطاني“(Labour Friends of Morocco)، في لندن، بهدف المساهمة في جهود تعزيز العلاقات بين المغرب وحزب العمال الذي يقود الحكومة البريطانية.
وتهدف الآلية، التي أطلقها ويرأسها النائب جو باول، إلى تسهيل الشراكات المستدامة القائمة على القيم المشتركة والتعاون الهادف، وهو ما لقي ترحيبا من طرف المغرب، ترجمه تنويه سفير المغرب لدى المملكة المتحدة، حكيم حجوي، بهذه المبادرة.
ويأتي هذا في سياق العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع المملكتين المغربية والبريطانية، وفي ظل التحول اللافت الذي يعرفه ملف الصحراء، علاوة على ما عبر عنه بعض اللوردات البريطانيين في وقت سابق من رغبتهم في أن تنضم بلادهم إلى الداعمين لمغربية الصحراء، فهل يمهد إحداث هذه المجموعة لاعتراف بريطانيا الصريح بمغربية الصحراء؟

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”: عبد الفتاح الفاتحي، أنه “بقراءة المؤشرات السابقة الخاصة بمجموعة من البريطانيين، نجد أنه قد تكونت لديهم قناعة بضرورة وجود علاقات تجارية واقتصادية وثقافية مع المملكة المغربية، وفعلا أحدث علاقات تجارية شملت كافة مناطق المملكة المغربية”.
وأشار إلى “ما عبر عنه دعوة لنواب في مجلس العموم البريطاني إلى إمكانيات دعم وتأييد مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، وبعدها سمعنا العديد من التصريحات الصادرة عن شخصيات قريبة من نطاقات الحكم أو من الحزب الحاكم في بريطانيا، تدعم مبادرة الحكم الذاتي وتبوء المغرب موقعا مهما داخل إفريقيا، وأنه يعتبر جسرا مهما نحو التوجه إلى إفريقيا بفضل هاد العلاقات التجارية وبفضل إمكانيات الاقتصادية والقانونية المتاحة للمغرب داخل الفضاء الإفريقي”.
ويرى الفاتحي أن “هذه المجموعة تتهيأ لتتويج موقف بريطاني متقدم بعد الموقف الفرنسي، وللزيادة في تفعيل بنود الاتفاق الإبراهيمي المتعلق باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، ولا سيما ما يتعلق بالتمكين في المجال الاقتصادي وإعادة فتح، واقعيا، قنصلية في الداخلة التابعة للولايات المتحدة الامريكية”.
ونبه إلى “تطابق وجهات النظر بين الجانب البريطاني والأمريكي في مختلف القضايا الدولية، ونفس الأمر ينطبق على قضية الصحراء”، مشيرا إلى “الموقف الأخير لوزير الخارجية الروسي، حينما يتحدث بأن روسيا اليوم ليست منتصرة أو لازالت متحفظة بخصوص تنظيم الاستفتاء، ولكنها مع الحل السياسي شريطة أن تكون هناك مشاورات بالنسبة للجهات الدولية أو حتى لا تنفرد الولايات المتحدة الأمريكية في إطار هذه المفاهمات”.
وخلص إلى أن “هذه المجموعة البريطانية تتهيأ لإعلان تتويج لهذا التطور في الموقف البريطاني، وما يخص قضية الصحراء وتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية مع المملكة المغربية”.