2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

خصصت الحكومة الإسبانية، برئاسة بيدرو سانشيز، مبلغ 2.6 مليون يورو لترميم المستشفى الإسباني في طنجة، الذي يعود بناؤه إلى عهد الديكتاتور فرانكو ويُدار الآن بالتعاون مع السلطات المغربية. ويهدف المشروع إلى معالجة المشاكل الهيكلية التي يعاني منها المبنى منذ سنوات.
وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فقد تم الشروع في بناء المستشفى عام 1939 بتكليف من المفوض السامي الإسباني في المغرب آنذاك، خوان لويس بيجبيدر، الذي أصبح لاحقًا أول وزير خارجية في نظام فرانكو. ووفقًا لما أورده المهندس خوسيه أوتشوا إي بينجوميا، الذي كان وراء تصميم المبنى، فإن المشروع اكتمل بحلول عام 1950، بعد أن تحولت طنجة من مدينة دولية إلى الاحتلال الإسباني.
المستشفى كان يُنظر إليه كمنشأة ذات طابع اجتماعي وخيري، ووسيلة للدعاية الإسبانية في المنطقة. وبلغت شهرته ذروتها عندما خضع الملك الإسباني السابق، خوان كارلوس الأول، لعملية جراحية طارئة فيه عام 1954 أثناء فترة ولاية والده أميرًا لأستورياس.
ومع استقلال المغرب في ستينيات القرن الماضي، تراجع الدور الحيوي للمستشفى نتيجة انخفاض عدد السكان الإسبان والأوروبيين في طنجة. وبحلول عام 1996، أصبح المبنى مخصصًا لرعاية كبار السن. ومع ذلك، استمر التعاون بين المغرب وإسبانيا في استخدام هذه المنشأة لأغراض اجتماعية وصحية.
وتشير الحكومة الإسبانية وفق المصادر، إلى أن المبنى يعاني من حالة تدهور خطيرة، إضافة إلى وقوعه في منطقة معرضة للزلازل، ما يجعله يشكل خطرًا على مستخدميه. ويشمل المشروع الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية الإسبانية “هدم الجناح الجنوبي وإضافة تدابير أمنية”، مع الالتزام بجدول زمني يمتد لـ18 شهرًا، وقد تم إسناد العمل إلى شركة “GTS Electrónica SL”.
ويؤكد هذا المشروع على استمرار التعاون بين مدريد والرباط في المجالات الاجتماعية والثقافية. في هذا السياق، نظمت المستشفى في السنوات الأخيرة فعاليات مثل حفلات موسيقية خيرية ضمن المهرجان الدولي للغناء الكورالي. كما زار السفير الإسباني لدى المغرب، إنريكي أوخيدا، المستشفى في مارس الماضي، مشيدًا بالدور الذي تلعبه المنشأة في تقديم الخدمات الاجتماعية.
مع تخصيص هذا التمويل الضخم، تأمل الحكومة الإسبانية أن يستعيد المستشفى الإسباني في طنجة دوره كواحد من رموز التعاون الإسباني المغربي، مع ضمان سلامة مستخدميه وتحسين خدماته بما يتماشى مع المعايير الحديثة.
معلمة جميلة تؤرخ لعلاقة التاتير المتبادل بين إسبانيا والمغرب على مر العصور، وتستحق هذا البدل من المال والعناية.