2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ديدي ولد السالك: هذا ما يحتاجه المحور الثلاثي “الإمارات موريتانيا المغرب” ليصبح واقعا (حوار)

تناقلت منابر إعلامية موريتانية أنباء عن احتمال قدوم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، بالجمهورية الإسلامية الموريتانية في زيارة وصفت بـ”التاريخية” من شأنها أن تحدث تغييرا على مستوى المنطقة المغاربية والساحل.
وكشفت صحيفة “الأنباء” الموريتانية، بناء على معطيات من مصدر وصفته بـ”شديد الإطلاع”، أن زيارة محمد بن زايد إلى موريتانيا من شأنها أن تسفر عن إعلان “ميلاد حقبة جديدة ترسم خريطة نفوذ بالمنطقة، تساهم فيها إضافة إلى موريتانيا والإمارات، المملكة المغربية”، من خلال “تأسيس محور ثلاثي يشكل واجهة جيوسياسية جديدة”.
وأوضح المصدر ذاته، أن المحور الثلاثي “انواكشوط، الرباط وأبوظبي” من شأن الإعلان عنه “إعادة رسم خريطة النفوذ في منطقة شمال إفريقيا والساحل، إضافة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي بين البلدان الثلاثة”.
وجاءت هذه الأنباء في بعد زيارة لولد الغزواني إلى المغرب، في 20 من دجنبر 2024، وإجرائه مباحثات ثنائية مع الملك محمد السادس، حول سب تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما تأتي في سيق حديث الإعلام الموريتاني عن زيارة مرتقبة للملكة محمد السادس إلى موريتانيا في مارس القادم، بالتزامن مع انعقاد اللجنة العليا المشتركة التي كان آخر إجتماع لها قبل عامين في مارس2022.
ويثير تواتر هذه الأنباء الكثير من التساؤلات العريضة عن متابعي الشأن الدولي عموما، والمغاربي بشكل خاص، عما قد يحدث إنشاء محور ثلاثي من هذا القبيل، وما قد يعترضه من تحديات، علاوة على المكاسب التي قد تجنيها الرباط ونواكشوط وأبوظبي من هذا المحور إن تجسد على أرض الواقع، وهي التساؤلات، التي ارتأت صحيفة “آشكاين”، أن تطرحها على ضيفها في فقرة “ضيف السبت” الأسبوعية، الخبير في الشؤون المغاربية الدكتور ديدِّي ولد السالك، رئيس المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية بنواكشوط.
وفي ما يلي نص الحوار:
بداية.. ما قراءتكم لنية المغرب وأبو ظبي ونواكشوط “تأسيس محور ثلاثي يشكل واجهة جيوسياسية جديدة”
لا أعتقد أن هذه المعلومات المتداولة بهذا الخصوص صحيحة، لأن الإمارات بعيدة جدا، وقد تكون داعمة للتنمية وعندها طموح نفوذ في بعض المناطق في إفريقيا وفي العالم.
لكن أن تشكل ما يمكن أن يطلق عليه محور، فلا أعتقد أن هذا سيتحقق، لأن إحداث المحاور في العادة أو بناء الوحدات تكون بين دول متاحدّة. والإمارات بعيدة جغرافيا على المغرب وموريتانيا الواقعتين في شمال إفريقيا.
أعتقد أن هذا الأمر قد يكون إشاعات وتوقعات أكثر منه شيء صحيح .
عطفا على ما قلته.. ما هي التحديات التي تواجه إحداث هذا المحور الثلاثي بالمنطقة؟
هي تحديات كبيرة كما قلت، أولها أن الإمارات دولة خليجية بعيدة عن المنطقة، وهي مجانبة أكثر مع الصين والهند لأنهم أكبر فرص وأكثر مجالا للاستثمارات، رغم أن القارة الإفريقية واعدة وقد تكون مهتمة بها خاصة في مجال المعادن، لكن أن يكون هناك محور اقتصادي أو سياسي بين هذه الدول الثلاثة، فأنا لا أعتقد، نظرا لعامل الجغرافيا وللتباين في أنظمة الحكم.
وإن كانت العلاقات بين هذه الدول، علاقات جيدة نظريا، فهناك تباين جوهري في إدارة شؤون كل بلد على حدة”.
طيب.. لو افترضنا أن هذا المحور أحدث مستقبلا، بشكل او بآخر… ما أثر إحداثه على تشكيل الخريطة الجيوسياسية بالمنطقة المغاربية، وما الذي قد يجنيه المغرب وموريتانيا من من مكاسب؟
ما يمكن أن يحصل من الناحية الاستراتيجية والمنطقية أن تكون الإمارات كدولة تمتلك صندوق من أكبر صناديق السيادة في العالم، تكون داعمة لمشاريع مشتركة بين المغرب وموريتانيا، بخصوص إنشاء بنية تحتية يمكن أن يستفيد منها البلدان في التكامل من ناحية اقتصادية، بحيث يصدران البضائع للأسواق الإفريقية، خاصة دول الساحل ودول غرب إفريقيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وهذا يبقى ممكننا بشكل ما، إذا حصل تكامل حقيقي بين موريتانيا والمغرب.
هذا التكامل يحتاج حاليا إلى بنية تحتية كبيرة، غير موجودة، حاليا، من طرق سريعة وسكك حديدية، خاصة في الأراضي الموريتانية.
لأن المغرب لا يمكن أن يحقق استراتيجيته الأطلسية التي يتحدث عنها، إلا من خلال علاقة تكاملية مع موريتانيا وبناء بنية تحتية لنقل هذه البضائع عبر السكك الحديدية والطرق السريعة إلى غرب إفريقيا، ودول إفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة في منطقة الساحل، ويمكن أن تكون الإمارات لاعبا في هذا التكامل إذا دعمت البلدين.
هذا الرجل خارج التغطية، فلماذا يتم استجوابه.؟
صحح الخطأ “الملك محمد السادس “