هل يخلق موقف مفوضية أوروبا للطيران من الصحراء المغربية أزمة جديدة بين الرباط وبروكسيل؟

تلوح بوادر أزمة جديدة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وذلك على خلفية اعتراف فرعها التنفيذي (المفوضية الأوروبية)، بكون اتفاقية الطيران التي تجمع بين الرباط وبروكسيل لا تشمل أقاليم الصحراء.

 ويأتي ذلك في وقت تورد مصادر بأن المغرب قطع أشواطا كبيرة في مفاوضته مع المستعمرة السابقة للمنطقة إسبانيا، من أجل تسلم إدارة المجال الجوي للصحراء.

 وقد طرح نائب في البرلمان الأوروبي عن اليسار، سؤالا كتابيا حول تطبيق اتفاقية الطيران الأورومتوسطية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب على الصحراء، وذلك بعد إعلان الشركة الايرلندية المنخفضة التكلفة ”رايان إيير”، أنها ستبدأ رحلاتها من دول بالاتحاد الأوروبي نحو مدينة الداخلة، وبشكل أخص إطلاق خط مباشر بين مدريد وهذه المدينة المغربية.

 وقال المفوض الأوروبي للنقل والسياحة، أبوستولوس تزيتزيكوستاس، في رد مكتوب، نشر أمس  الاثنين 20 يناير الجاري، وفق ما ذكرت صحيفة ”اندبندنتي” الإسبانية، إن “اتفاقية الطيران الأورومتوسطية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا تنطبق على الرحلات الجوية من أراضي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى الصحراء”.

 ونقلت الصحيفة في معرض جواب المفوض الأوروبي الذي يرقى إلى مرتبة وزير، أنه تم إخبار شركات الطيران في الاتحاد الأوروبي، بهذا الأمر، نهاية السنة المنصرمة (بالضبط في 03 دجنبر 2024)، خلال اجتماع المنتدى الاستشاري حول سياسة الطيران الخارجية للاتحاد الأوروبي، ويستند ذلك، وفق المفوض،  إلى ”فقه محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي”.

واستشهد تزيتزيكوستاس، بحسب المصدر، صراحة بإحدى فقرات حكم محكمة العدل الأوروبية الذي قضي خلال سنة 2021 بإعلان اتفاقيات الصيد والزراعة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب ”لاغية وباطلة” والتي تم التصديق عليها في أكتوبر الماضي.

وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الطيران الإيرلندية منخفضة التكلفة “ريان إيير”، قد وقعا، يوم 13 نونبر الماضي، اتفاقية ستقوم بموجبها هذه الأخيرة بربط مطار الداخلة بوجهتين إسبانيتين، هما مدريد ولانزاروت.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع، الذي عرف حضور كلا من فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وإيدي ويلسون الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، إطلاق برنامج الرحلات خلال يناير الحالي.

وبحسب بلاغ المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن هذا الاتفاق ”غطي المواسم السياحية الأربعة المقبلة وينص على البرمجة النهائية لأربعة خطوط دولية جديدة نحو مدينة الداخلة”.

ومن المقرر أن تؤمن المرحلة الأولى ربط مدينة الداخلة بشبه الجزيرة الإيبيرية وجزر الكناري “برحلتين في الأسبوع”.

كما تنص الاتفاقية نفسها على ”إطلاق خطوط جوية جديدة تربط المدن الأوروبية الرئيسية بمطار الداخلة، مما يسهل وصول السياح الأوروبيين إلى هذه الوجهة المزدهرة ويساهم في تنميتها”.