2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خُطبة كرغلي في باريس

نورالدين زاوش*
بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، وعلى نبي الله يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، المدفون في منطقة “دار يغمراسن” في تلمسان، وسلام على الأرض المقدسة، والتربة الزكية، المروية بدماء الشهداء الطاهرة، أما بعد:
لقد تكالب الأعداء على حبيبتنا الجزائر من كل صوب وحدب؛ وتآمروا عليها بالليل والنهار، وأضمروا لها كل مكر وسوء وبغضاء، حقدا من عند أنفسهم الأمارة بالسوء، فعقدوا العزم على أن يوقعوا بينها وبين حبيبتها فرنسا؛ لكن هيهات وهيهات أن يفرق أحدٌ بين الصَّبِية المدللة وأمها الحنون.
إن ما بين الجزائر وفرنسا قصة عشق لا تنتهي، وحب أبدي لا تغيره الأيام ولا تعبث به السنين؛ إن هذا الحب السرمدي الطاهر من جعل فرنسا لا تُطيق حتى فراق جماجم الشهداء الذين قتلوا جنودها، فكيف تطيق فراق من يعمل جاهدا على حمايتها وصون كرامتها؟
من أجل هذه الحماية الخالصة وغير المشروطة، أهدى، قبل عامين، وزير الدفاع الفرنسي “سيباستيان لوكورنو” خوذة العسكري إلى رئيس الأركان السعيد شنقريحة، والذي كان حينها في غاية الامتنان والسعادةبدور الملاك الحامي.
صحيح أنه بين الفينة والأخرى يقع بعض الخلافوالشنئان؛ لكنه خلاف الحبيب لحبيبه، وعتاب الخليل لخليله، وكما قال، قبل أيام فقط، سيدنا “ماكرون”، قدس الله سره، وأنار طريقه: “الجزائر التي نحبها، ونقتسم معها القصص والأبناء”.
أيها المسلمون الجزائريون، اسمعوا وَعُوا:
لولا فرنسا، عظَّم الله شأْنها ورفع قدْرها بين الأمم،لكانت بلادُنا نكرة لا يعرفها أحد، ولَما عُرِفت ببلاد المليون ونصف المليون شهيد، حيث يشفع كل واحد منهم في سبعين من أهله، مما يضمن لنا دخول الجنة قاطبة ومعنا سكان شمال إفريقيا.
فلا تلوموا أيها الإخوة الأكارم الإمام الذي اقترحاستبدال كلمة “الله أكبر” بكلمة “فرنسا أكبر”؛ فإنما هم “المراركة”، لا وفقهم الله، من يصبون الزيت على النار، علّهم يفرقون بين المرء وزوجه؛ وهو الحلم الذي لن يتحقق لهم حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط، كما أن الله تعالى إذا كان قد خلق الجزائريين فإن فرنسا بعظمتها وهيبتها قد خلقت الجزائر، ولا ينكر المعروف إلا لئيم.
فاخرجوا أيها الجزائريون في الشوارع والساحات، وانشدوا النشيد الفرنسي فُرادى وزرافات، وارتدوا أقمصة “مْبابي” و”كُوناتي” و”تورام”، ولا تضيقوا ذَرْعا بما يقوله عنكم الفرنسيون الأشقاء، إعلاميون وسياسيون ومفكرون؛ فإنما تقسو الأم على وحيدها، ولا يقسو على الخليل إلا الخليل.
اللهم احفظ فرنسا وشعبها ومؤسساتِها، واجعلها بلدا آمنا مطمئنا، تتعايش فيه الجاليات بمختلف شرائحها وأطيافها، واملأ قلب سيدنا “ماكرون” بالإيمان، ونوِّر وجهه بنور الإحسان، وحرر اللَّهم الشعب الصحراوي الشقيق من قبضة الاحتلال الغاشم، إنك سميع مجيب الدعوات، وأقم الصلاة.
رئيس جمعية المعرفة أولا*
الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.
هههههه كلهم عقلية قطيع